وقال
الله تعالى: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ
عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡ﴾ [البقرة: 91] بعد أن قال: ﴿وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ
عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ
فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ نَ﴾ [البقرة: 89] فوصف
اليهود بأنهم كانوا يَعرفون الحقّ قبل ظهور الناطق به، والداعي إليه، فلما جاءهم
الناطق به من غير طائفةٍ يهوونها لم ينقادوا له، فإنهم لا يقبلون الحق إلاّ من
الطائفة التي هم منتسبون إليها، مع أنهم لا يتّبعون ما لزمهم في اعتقادهم، وهذا
يُبتَلى به كثيرٌ من المنتسبين إلى طائفةٍ معيَّنةٍ في العلم أو الدين من
المتفقِّهة أو المتصوّفـة أو غيرهم أو إلى رئيسٍ مُعَظَّمٍ عندهم في الدين - غير
النبي صلى الله عليه وسلم - فإنهم لا يقبلون من الـدين لا فقهـًا ولا رواية إلاّ
ما جاءت به طائفتهم.
****
لأنهم يعلمون أنَّ
الله قد أخذ العهد والميثاق على أهل العلم أن يبيِّنوه ولا يكتموه، حتى وإن خالف
مصالحهم وأهواءهم ومذاهبهم.
يقول الشيخ: ليس
الغرض مِن تصنيف هذا الكتاب أن نحيط بكل المسائل التي تندرج تحت العموميات التي
ذكرناها، وإنما المراد بَيان النماذج فقط التي تدلُّ على المقصود، وتحصل بهـا
الفائدة، وأما الإحصاء والشمول، فهذا له مواضع وكتب أخرى.
6- التشبه بهم في
التعصب للمذهب وعدم قبول ما خالفه ولو كان حقًّا:
قوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ﴾ [البقرة: 91] أي: إذا قيل لليهود وأمثالهم من أهل الكتاب: آمنوا بما أنزل على هذا النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد