وصدقوه واتبعوه،
قالوا: يكفينا الإيمان بما أنزل الله علينا من التوراة والإنجيل ولا نقبل غيره ﴿وَهُوَ
ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 91] أي:
وهم يعلمون أنَّ ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق وهو الذي يوافق
ما عندهم من العلم، ولكنه كتم العلم والحمق والحسد الذي ملأ القلوب، فهم - أي
اليهود - رغم العلم الذي عندهم شابهوا الجهّال من أهل الأوثان في التعصب لباطلهم،
فاستحقوا الغضب واللعنة.
وقد كذبوا في
ادعائهم حيث قالوا: ﴿قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا﴾ [البقرة: 91] لأنهم لو آمنوا بما أنزل عليهم لاتَّبعوا محمدًا صلى الله
عليه وسلم؛ لأنَّ الذي أنزل عليهم يبشر بمحمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ
مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ ِ﴾ [الأعراف: 157].
فدلّ على أنهم لم
يؤمنوا حتى بالذي أنزل عليهم؛ لأنَّ الواجب أن يقبلوا الحق أينما كان. فالقرآن
يصدّق الكتب التي معهم ويوافقها، فكيف يكذبونه، قال سبحانه: ﴿وَهُوَ
ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ﴾.
ثم إنَّ الله سبحانه وتعالى فضحهم بقولهم: ﴿نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا﴾ كيف يؤمنون بما أُنزل عليهم وهم يقتلون أنبياءهم؟! هل الذي يؤمن بالأنبياء يقتلهم؟! فالله جل وعلا عيَّرهم بذلك فقال: ﴿قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 91] فقد قتلوا يحيى، وقتلوا زكريا، وأرادوا قتل عيسى، فمنعه الله منهم، وأرادوا قتل محمد صلى الله عليه وسلم، فحماه الله منهم. فهم يقتلون الأنبياء، مع أنهم يقولون: ﴿نُؤ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا﴾ فهم كاذبون في ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد