وقوله: «﴿وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾» يعني: أنه بعد اتباع كتاب الله وسنة رسوله يُتّبع
الإجماع، فالإجماع أصلٌ من أصول الاستـدلال؛ لأنَّ أصول الأدلة: الكتاب والسُّنة
والإجماع، فبعد الكتاب والسُّنة يؤخذ بالإجماع، فمن خالف إجماع المسلمين، فإنَّه
قد ضلّ، كما قال سبحانه: ﴿وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ توعده الله بقوله: ﴿نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ
وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ا﴾ [النساء: 115]
فإنَّ الله جل وعلا يتركه وضلاله، يهيم في الضلال عقوبةً له؛ لأنه خالف كتاب الله،
وخالف سنة رسول الله، وخالف إجماع المسلمين، ففي هذا دليلٌ على حجية الإجماع، وقد
استدل الأصوليون بهذه الآية على ذلك، فإنَّ من خالف الإجماع ضلَّ وعرّض نفسه
للوعيد، بل قالوا: إنَّ من خالف الإجماع يكفر.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد