×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

قال سبحانه: ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ [المائدة: 48] إلى قوله: ﴿وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ َ [المائدة: 49] ومتابعتهم في هديهم هي من اتباع مـا يهوونه أو مظنة لاتباع ما يهوونه، وتركها معونةٌ على ترك ذلك، وحسمٌ لمادة متابعتهم فيما يهوونه.

****

 قوله: «﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا» لـمّا ذكر الله عز وجل قبل هذه الآيات التوراة التي أنزلها على موسى كليمه، ومدحها وأثنى عليها وأمر باتباعها حيث كانت سائغة الاتباع، وذكر الإنجيل ومدحه وأمر أهله بإقامته واتباع ما فيه، شرع في ذكر القرآن العظيم الذي أنزله على عبده ورسوله الكريم فقال: ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ أي: بالصدق الذي لا ريب فيه أنه من عند الله، مصدقًا لما بين يديه من الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه، وأنه سينزل مـن عند الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان نزوله كما أخبرت به، مما زادهما صدقًا عند حامليها من ذوي البصائر الذين انقادوا لأمر الله واتبعوا شرائعه، وصدقوا رسل الله.

وقوله: «﴿وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ» أي: على الكتب السابقة، يبيّن الصحيح الذي لم يُغيَّر، ويبيّن المحرَّف، وكذلك المنسوخ الذي أوقف العمل به بحكم جديد.


الشرح