×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

بنو النضير ثم تبعهم بنو قينقاع وبنو قريظة ﴿مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ِ [الحشر: 2] الشاهد هنا قوله: ﴿فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ أي: تدبروا وتأملوا يا أصحاب العقول والبصائر، واعتبروا بما جرى لهؤلاء، فإنهم أهل كتاب وعِلم، ولكنهم لـمَّا خانوا الله ورسوله، حلَّ بهم ما حلّ، فعليكم أن تحذروا من طريقتهم، والتشبّه بهم في ذلك.

فلقد ذكر خِتام هذه الآية - وهي قوله تعالى: ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ - عَقِب ما جرى من أحداث ليوسف وإخوته، وما انتهى إليه أمرهم من الاجتماع، وعقب مسامحة يعقوب عليه السلام واستغفاره لأبنائه، وقول يوسف عليه السلام لإخوته: ﴿لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ [يوسف: 92] فالمقصود من ذلك كله الاعتبار والنظر، قال سبحانه: ﴿عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ أي: لأصحاب العقول، أما الذين لا عقول لهم، فتمر عليهم هذه العظات والعبر دون أن يتأثروا بها، والسعيد من اتعظ بغيره.

قوله: «﴿مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ» أي: لم تكن هذه القصص مثل قصص التاريخ التي يكون أكثرها كذب وافتراء، وإنما هي وحيٌ من الله أوحى به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

قوله: «ومنه ما يدلُّ على مقصودنا، ومنه ما فيه إشارة وتتميمٌ للمقصود» أي: أنَّ ما يذكره الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب من الآيات


الشرح