أما النبيّ صلى الله
عليه وسلم فقال: «تَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَحَاسَدُونَ...» فتوقَّع من الأمة أنَّهم عندما
يحصلون على هذه الثروات سيتنافسون فيها، كلٌّ يريد أن يحوزها دون الآخر، وهذا
يُولِّـدُ النزاع بينهم، فيحصل التباغض والتحاسدُ على الدنيا، ثم يؤول الأمر إلى
ما هو أشد، وهو تحصيل هذه الدنيا بالمغالبة والسيف والقتل، فدلَّ على أنَّ انفتاح
الدنيا وزهرتها على الناس إنما هو فتنة، قلَّ من ينجو منها، ولهذا قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا
ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا
فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ﴾ [الأنعام: 44]. ففي هذا
الخوف من انفتاح الدنيا على الناس، وفيه أنَّ قلة ذات اليد آمن على العبد في دينه،
والنبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبر بذلك ينهاهم عن التنافس في الدنيا والتكالب
عليها.
وقوله: «فَتَنْطَلِقُونَ
إلى مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ، فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ»
أي: تجعلون بعضهم أمراء على بعض.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد