وفي «الصحيحين»
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
عَلَى المِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ: «إِنِّي مِمَّا أَخَافُ
عَلَيْكُمْ بَعْدِي، مَا يُفْتَحُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا» فَقَالَ
رَجُلٌ: أَوَيَأْتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ َقَالَ: فَسَكَتَ
عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟
تُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلاَ يُكَلِّمُكَ؟ وَرَأَيْنَا
أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ،
وَقَالَ: «أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ؟» وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لاَ
يَأْتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ»، وفي رواية فقال: «أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا،
أَوَخَيْرٌ هُوَ» - ثَلاَثًا - ([1])
«إِنَّ الخَيْرَ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِالخَيْرِ، وَإِنَّهُ مِمَّا يُنْبِتُ
الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ إِلاَّ آكِلَةَ الخَضِرِ، فَإنَّهَا
أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ،
فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ،
وَنِعْمَ صَاحِبُ المُسْلِمِ هُو لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ المِسْكِينَ وَاليَتِيمَ
وَابْنَ السَّبِيلِ» أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وَإِنَّهُ مَنْ
يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَيَكُونُ
عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ القِيَامَةِ» ([2]).
****
قوله: جلس على المنبر وجلس حوله أصحابه رضي الله عنهم على عادتهم في تلقِّي الحديث والتوجيه منه، فعند ذلك أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّه يخاف على أمته الدنيا وما يفتح عليهم من زهرتها، وهذا مما يدل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر أنَّه ستفتح على هذه الأمة الدنيا - وهذا أمر غيبيّ في وقته - وقد حصل ذلك بما حدث من الفتوحات والأموال
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد