والرسول صلى الله
عليه وسلم يقول: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا
وَالآْخِرَةِ» ([1])؛ فلا فائدة في ذكر
الشخص المخطئ، وإنما الفائدة في ذكر الخطأ وردّه.
فالمقصود: التنبيه على
الأخطاء، وعلى المذاهب الباطلة، والمناهج المنحرفة، وتفنيد شبهاتها دون أن نذكر
فلانًا وفلانًا، فهذه طريقته صلى الله عليه وسلم في الدعوة.
وقد يموت صاحب الفكر
المنحرف، ولكن يبقى مذهبه ومنهجه ومؤلفاته، فلا بدَّ من مواجهة الفكر المنحرف
بالحجة والبيان، لا أن نواجه الشخص نفسه، أما إن ذكرناه من باب التعزير فإنَّ هذا
له بابٌ معروف، فتارة يكون الإنكار باللوم والعتاب، وتارةً يكون بالإخراج من
المجلس، وتارةً يكون بالضرب، وتارةً يكون بالعزل من الوظيفة، وهذا يُلجأ إليه عند
الحاجة، وقد أمر الإمام مالك رحمه الله بإخراج ذاك الرجل الذي سأل عن قول الله: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5]، كيف استوى؟
فالإمام مالك رحمه الله قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب،
والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ رجلَ سوء، فأمر به فأُخرج من الحلقة. فهذا من باب
التعزير إذا اقتضى الأمر ذلك.
قوله: «فأما الأول الذي هو الاستمتاع بالخلاق ففي الصحيحين» أي: أنَّ هذا الحديث دليل من السُّنَّة على أنه سيحصل في هذه الأمة من يستمتع بخلاقه، يعني: بنصيبه من الدنيا، وهذا بدا واضحًا في حديث
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2442)، ومسلم رقم (2580).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد