×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

دورها اللائق بها، وعلى أوليائها أيضًا أن يحقِّقوا قول الله جل وعلا: ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ [النساء: 34].

والنبي صلى الله عليه وسلم حذّر من فتنـة الدنيا عمومًا، ثم حذَّر من فتنـة النساء خصوصًا، وبيَّن مثالاً عمليـًّا لهذه الفتنـة وهو مـا وقع لبني إسرائيل من الفساد، ومن الدمار الذي حلَّ بهم بسبب إهمالهم لنسائهم، يعني: لما تجمَّلت نساؤهم وتعطرت وخرجت، وتركت وظيفتها الحقيقية، فغوت وأغوت مجتمعها، فكانت العقوبة ما أنزل الله ببني إسرائيل من الأمراض والأسقام المهلكة، وتسليط الطواغيت عليهم، كما ذكرت كتب التاريخ ذلك. والواقع المشاهد من أحوال نساء الغرب اليوم الذي يدعو سفهاؤنا إلى تقليدهم فيه.

قوله: «وهذا نظير ما سنذكره من حديث معاوية رضي الله عنه...» يشير إلى ما حذَّر منه معاوية رضي الله عنه لـمّا قدم المدينة في خلافته، وخطب الناس - وقد أخرج كبَّةً من شعر - وقال: أين علماؤكم؟ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا هَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمَّا اتَّخَذَتْ نِسَاؤُهُمْ هَذَا» بمعنى: أنها تتزيّن وتتجمّل وتُظهر مفاتنها للناس، ثم إنها لا تكتفي بزينتها التي أعطاها الله، بل إنها تحاول التزييف ووصل الشعر، فتجعل لـها شعرًا ليس لها لتُـدلِّس على الناس، وتُمِيل الناسَ إليها، فالمرأة سلاحٌ فتّاك، فإذا لم تتَّقِ الله، فإنها تدمِّر وتفسد المجتمع، فيجب كفُّ شرّها عن المجتمع بإلزامها بالآداب الشرعية.


الشرح