للعرب، فإذا ضلَّ العرب وفسدوا، فسدت بقية
الأمم؛ لأنَّ الناس يقلَّدون هذه الأمّة الذين منهم الرسول صلى الله عليه وسلم،
فالمسؤولية على العرب - لا شكَّ - أعظم من المسؤولية على غيرهم من الأمم؛ لأنَّ
الله خصَّهم بأن جعل الرسول فيهم، والقرآن بلغتهم، وحمّلهم المسئولية.
قوله: «هذا حديـث
محفوظ من حديـث صفوان بن عمرو، عن الأزهر...». ذِكر طرق الحديث ورواته يدلّ
على تمكّن المؤلف رحمه الله في علم الحديث، كما هـو متمكّن في كلِّ العلوم، فما من
علمٍ إلاّ وله فيه باعٌ طويل.
فالمقصود: أنَّ هذا الحديث حديثٌ ثابت ومتعدّد الروايات، رواه جماعة من الصحابة، وخرَّجه جماعة كثيرة من الحفّاظ، فلا مجال للطعن فيه، وهذه صفعةٌ في وجوه أولئك الذين يطعنون بهذا الحديث وأمثاله؛ لأنَّ هذا الحديث يفضحهم ويكشف عوراتهم، فهم يريدون أن يكون الإسلام حسب أهوائهم، يقولون: إنَّ من قال: أنا مسلم، فهو مسلم، بغض النظر عن فعله ومعتقده، ويقولون: يكفي أن يقول: لا إله إلاّ الله. نعم من قال: لا إله إلاّ الله صار مسلمًا، ولكن إذا صدر منه ما يخالف لا إله إلاّ الله نقَضَ هذه الكلمة، فلا إله إلاّ الله ليست مجرد كلمة تقال باللسان، بل هي لفظ ومعنًى ومقتضى، قال سبحانه: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86]، فلا بدَّ أن يقولها عالمًا بمعناها، عاملاً بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا، فلا يكفي أن يقول الإنسان: أنا مسلم، أو يقول: لا إله إلاّ الله، ثم يخالف ما يقتضيه الإسلام وما تقتضيه هذه الكلمة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد