×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

قال الشاعر:

إذا ما الجرح رُمَّ على فسادٍ *** تبيَّن فيه إهمال الطبيبِ

 يعني: لا يجوز أن تبقى هذه الفرق على فساد وخلل في دينها وهي تدّعي الإسلام، وإن لم يقم أهل الحق وأهل الاختصاص بدعوة الناس إلى الرجوع لكتاب الله وسنّة رسوله، وإلى ما كان عليه سلف الأمة، فإنَّ هذا سيؤول بهم إلى التفرّق والتشتّت، لذلك تجد أنَّ أعـداء الإسلام يشجّعون الفرق المنحرفة والضالّة ويمدّونهم بالمال والخبرات والتخطيط؛ ليقضوا بهم على الإسلام الصحيح، ويبقى الإسلام المزيّف الذي يوافق أهواءهم ورغباتهم، يبقى إسلام مفرَّغ من جوهره ومعناه.

قوله: «فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق أمتّه على ثلاث وسبعين فرقة...». اثنتان وسبعون فرقة من هذه الأمّة في النار، تُرى ما هو السبب؟! لأنهم خاضوا كخوض الذين من قبلهم، خاضوا في دينهم وعقيدتهم واختلفوا اختلافًا كبيرًا، فتجد من هذه الأمّة اليوم مَن يخوضون في مسائل العقيدة، ويشكّكون فيها، وإنما يريدون أن تحلّ الأهواء محل السُّنن، فهذا من الخوض الباطل - والعيـاذ بالله - ومن هذا التشبّه بمن كان قبلنا.

وما جاء في حديث معاوية رضي الله عنه من قوله: «وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمد، لَغَيْرُكُمْ مِنَ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لاَ يَقُومَ بِهِ» فيه ما يدل على وجوب العناية باللغة العربية التي نزل بها القرآن، ونطق بها الرسول، وذلك بتعليم اللغة العربية لكافة الناس حتى يفهموا كتاب


الشرح