ومعنى يتجارى: أي: يعمّ جسمه وعروقه لا يترك عِرقًا من الجسم إلاّ دخله، فكذلك الهوى - والعياذ بالله - يتخلَّل في الإنسان، كما يتخلَّل داء الكَلَب، وهذا شيءٌ مشاهَد، فأصحاب الأهواء دائمًا في صراع مع أهل الحق، فإذا بُيِّن لهم الحق أبغضوا الحق وصاحبه، حتى وإن قلت لهم: قال الله، وقال الرسول، وقال الصحابة، لم يقبلوا؛ لأَنَّه يخالف أهواءهم.
والله جل وعلا يقول
في عبّاد الأصنام: ﴿وَإِذَا
ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ
بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ
يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ [الزمر: 45]، فإذا وافق ذلك أهواءهم استبشروا وفرحوا، وإذا خالف أهواءهم
اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، وهذا مثال لأهل الضلال، فإنهم لا يريدون
سماع قال الله وقال رسوله، وإنما يرغبون في: قال فلان، الذي هو من أئمتهم، أو
قادتهم، أو يوافق قوله أهواءهم، وإذا وضح لهم الحق بدليله قالوا: المسألة فيها
خلاف.
قوله: «وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمد...» هذه كلمة عظيمة، فإنَّ أحقَّ الناس أن يقوم بهذا الدين إنما هم العرب، لماذا؟ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، ولأنَّ القرآن نزل بلغتهم، فهم المكلَّفون به أولاً قبل غيرهم والناس تبع لهم، وهم الشهداء على الأمم يوم القيامة، والله جل وعلا يقول في هذا القرآن: ﴿وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ﴾ [الزخرف: 44] ومعنى «ذكرٌ لك»: شرف تُذكرون به بين الأمم. ﴿وَلِقَوۡمِكَۖ﴾ يعني: العرب الذين نزل بلغتهم، أما الأعاجم فإنهم تبعٌ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد