أفضل - بلا شك - لا لأنَّ هذا المسجد له
خاصِّيِّة، كما يظن الخرافيون، وإنما لأنه كان في طريقه وقريبًا منه صلى الله عليه
وسلم، فصلَّى فيه ودعا ربّه، ففيه أنه يستحبُّ أن يكون الدعاء بعد صلاة وأن يكون
في المسجد، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى نافلة ثمَّ دعا ربُّه.
قوله: «سألت ربي
ثلاثًا، فأعطاني اثنتين ومنعنى واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسَّنة» يعني:
الجدب بسبب انحباس المطر فأعطانيها، فالأمَّة لا ينحبس عنها المطر جميعها وإنما قد
ينحبس عن طائفة دون أخرى.
والثانية: سأل ربه أن لا
يُهلك أمّته بالغرق العام، كالغرق بسبب الأنهار أو السيول أو الفيضانات، كما أهلك
قوم فرعون وقوم نوح، والمقصود بالغرق: الغرق العام الذي يستأصل الناس
بالكلِّـيَّة، لكن قد يحصل الغرق لبعض هذه الأمة ولا يعمّ.
وأما الثالثة، فلم يجبه الله عز وجل إليها، وهي: أن لا يجعل بأس الأمة بينهم، بل سيكون بأس الأمّة بينها شديدًا كما قال جل وعلا: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ﴾ [الأنعام: 65] معنى شيعًا: فرقًا يسفكُ بعضهم دماء بعض، وهذا أشدّ من أن ينزل عليهم عذابًا من السماء أو من تحت أرجلهم، فالله منعه من هذه الثالثة؛ لأنَّ الله من حكمته أن يجري الاختلاف بين الناس لأجل الامتحان والابتلاء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد