فعن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «تَفَرَّقَتِ اليَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، أَوْ
اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَفْتَرِقُ
أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً» ([1]) رواه
أبو داود وابن ماجه والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وعن معاوية بن
أبي سفيـان رضي الله عنهما قـال: قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ
مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الأُْمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ
مِلَّةً - يَعْنِي: الأَْهْوَاءَ -، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً،
وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» ([2]).
****
نظر المتشبهين ما
عليه الكفار، ولو كان من أخسّ الأمور وأفحشها، ولو كان فيه ترك لسنة رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
هذان الحديثان كالحديث السابق، وقد أشار الشيخ إلى تعدد رواياته، وهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثبوتًا لا شكَّ فيه، والواقع يشهد لذلك، فإنَّ الأمّة الآن متفرّقة إلى شيعٍ وأحزاب، قال الله سبحانه:﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 53] أي: يفرحون بما هم فيه من الضلالة؛ لأنهم يحسبون أنهم مهتدون وهذا من تمام الفتنة، وهذا الحديث برواياته فيه الردّ على الفرق الضالّة والحزبيّين الذين يشكّكون في صحَّته، لأنه يرد عليهم، إلاّ الذين ثبتوا على الحق، وهم أهل السُّنَّة والجماعة، وإن كانوا قليلين، فأهل السُّنَّة والجماعة يقِلّون أحيانًا،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4596)، والترمذي رقم (2640)، وابن ماجه رقم (3991).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد