وعن معاوية رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِن
أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَْهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى
الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ، فَلاَ يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلاَ مَفْصِلٌ إِلاَّ
دَخَلَهُ، وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ
بِهِ مُحَمد صلى الله عليه وسلم، لَغَيْرُكُمْ مِنَ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لاَ
يَقُومَ بِهِ» ([1]).
هذا حديث محفوظ
من حديث صفوان بن عمرو، عن الأزهر بن عبد الله الـحَرَازي، عن أبي عامر عبد الله
بن يحيى، عن معاوية، ورواه غير واحد، منهم: أبو اليمان، وأبو المغيرة، رواه أحمد،
وأبو داود في «سننه».
وقد روى ابن
ماجه هذا المعنى من حديث صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد، عن عوف بن مالك الأشجعي،
ويُروَى من وجوه أُخَر.
وقد أخبر النبي
صلى الله عليه وسلم بافتراق أمته على ثلاث وسبعين فرقة، واثنتان وسبعون لا ريب
أنهم خاضوا كخوض الذين من قبلهم.
****
بيَّن صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث السبب الذي من أجله تفرَّق الناس في الأُمم السابقة، وهل السبب خفاء الحق؟ لا والله، الحق واضح أبلج، ولكن السبب اتِّباع الهوى، فإنَّ كثيرًا من الناس لا يريد الحق، إنما يريد هواه، وهذا هو السبب في تفرق الأمَّتين وهذه الأمة، ولهذا قال تعالى محذِّرًا نبيّه: ﴿وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الجاثية: 18]، وقال: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ﴾ [القصص: 50]
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4597)، وأحمد رقم (16937).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد