ولقد كـان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من
يكتب الحديث، لكنه كان يكتب لنفسه خاصة، أما الكتابة العامة، فإنما حدثت بعد وفاة
الرسول صلى الله عليه وسلم لـمّا خيف على السُّنَّة من الضياع، فقاموا بجمعهـا
وتدوينها وترتيبها.
تنبيه: القرآن الكريم جُمع
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فما مات صلى الله عليه وسلم حتى كُتب كله في
صحائف متفرقة عند الصحابة، مع حفظهم له في صدورهم، ثم لما حصلت وقعة اليمامة في
عهد أبي بكر الصديق واستشهد كثير من القرّاء الحفّاظ، خُشِي على القرآن من الضياع،
فأشاروا على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن من الكتابات المتفرقة، فجمعوها في
مكان واحد واحتفظوا بهذا المجموع الكامل، ثم جمع للمرة الثالثة في مصحف عثمان
الموحَّد الذي لا يزال بأيدي المسلمين - ولله الحمد - وهذه الأعمال الجليلة في
الاحتفاظ بالقرآن الكريم هي مصداق لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9] فقد
تكفَّل سبحانه بحفظه، بينما كانت الكتب السابقة قد استُحفِظَ عليها الربّانيّون
والأحبار، فأضاعوها وحرَّفوها على حسب أهوائهم.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد