وكـذلك وصف
اختـلاف النصارى بقوله: ﴿فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ
إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَسَوۡفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ
يَصۡنَعُونَ َ﴾ [المائدة: 14]، ووَصف
اختلاف اليهود بقوله: ﴿وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ
إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارٗا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا ٱللَّهُۚ﴾ [المائدة: 64]، وقال: ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [الروم: 32].
****
فالمقصود بالشِّيَع
في الآية: الفِرَق؛ لأنَّ المطلوب أن نكون أمّةً واحدة، وأن نكون جماعةً واحدة، لا
أن نكون متفرقين؛ لأنَّ الفُرقة والخلاف عذاب، والخلاف عذاب إذا كان في أمور الدين
والعبادة والعقيدة، فهو عذاب، وأما اجتماع الكلمة واتحاد الصفّ فإنه رحمة يحصل به
التعـاون على البر والتقوى، ويحصل به التراحم والتواصل، وتزول به الشحناء، وهكذا
فإنَّ فيه من المصالح ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل فالاجتماع رحمة، والافتراق
عذاب. لا كما يقول أهل الأهواء: الاختلاف رحمة، وبعضهم يروي في ذلك حديثًا هو: «اختلاف
أمتي رحمة» وهذا حديث لم يثبت والله تعالى يقول: ﴿ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ
أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ
رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ١١٩﴾[هود: 118- 119] أي:
من رحمة ربك لم يختلفوا؛ لأنَّ الاجتماع رحمة والفرقة عذاب.
قوله: «﴿فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ
ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَسَوۡفَ يُنَبِّئُهُمُ
ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ ﴾» أي
أنهم لما نسوا حظًّا مما ذكروا به ألقى بينهم العداوة والبغضاء، ولا يزالون كذلك
إلى قيام الساعة، فطوائف النصارى على اختلاف أجناسهم لا يزالون متباغضين
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد