ثمَّ قوله تعالى: ﴿فَسَۡٔلُوهُنَّ
مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ﴾ [الأحزاب: 53] ما
معنى من وراء حجاب؟! إنه حجاب لجميعها، من باب أو ثوب أو حائط يسترها عن الرجال.
ثم إنَّ حديث عائشة
صريح في ذلك حيث قالت: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُحْرِمَاتٌ
فَإِذَا مَرَّ بِنَا الرِّجَال سَدَلَتْ إِحْدَانَا خِمَارَهَا مِنْ رَأْسِهَا
عَلَى وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ» ([1]).
وقولها فيما سبق: «قبل
أن يفرض علينا الحجاب» صريح في أنَّ الحجاب فرض بعد أن كان غير مشروع، وهذا
صريح في النسخ.
وقول الشيخ: «كما رأيته
لكثير من أهل السُّنّة في مسائل القدَر والصفات والصحابة وغيرهم» أي: ما حصل
من الخلاف في هذه المسائل سببه أنَّ كل فريق من المختلفين يدلي بأدلة تحتاج إلى
إجابة صحيحة تدفع الاختلاف وتبيّن الحق، وقد حصل هذا والحمد لله في كل مسألة من
المسائل المذكورة.
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1833)، وأحمد رقم (24021)، والبيهقي رقم (9051).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد