حاجته، ولا يفرِّع الأسئلة، ولا يفترض
الافتراضـات: «إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَّدَ
حُدُودًا فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلاَ
تَكَلَّفُوهَا» ([1]).
قوله: «كما
أخبرنا الله عن بني إسرائيل من مخالفتهم أمر موسى..». أي: ما بيّنه لنا عن
معاناة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل وكثرة أسئلتهم ونكولهم بعد البيان عن
أوامر الله، من ذلك ما قصَّه الله في القرآن علينا في شأن البقرة التي أُمروا
بذبحها، لما قُتل قتيل فجُهل قاتله فاختصم فيه بنو إسرائيل عند موسى عليه السلام،
فأوحى الله إلى موسى أن يأمرهم بذبح بقرة، ثمَّ يضربوا القتيل بجزءٍ منها، وحينها
سينطقه الله ويتبيّن من هو الذي قتله، فلو أنهم بادروا بذبح بقرة، أي بقرة، لَحصل
المقصود وانتهى الأمر، لكنهم تعنّتوا وأكثروا الأسئلة، فشدّد الله عليهم حتى صعب
عليهم أن يجدوا تلك البقرة بالأوصاف التي ذكرها الله في كتابه.
ثم قال سبحانه: ﴿ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾[البقرة: 71] فلو
أنهم بادروا من أول الأمر وأخذوا أي بقرة لأجزأهم ذلك، لأنه قال سبحانه: ﴿ أَن
تَذۡبَحُواْ بَقَرَة﴾[البقرة: 67] ولم يحدّد سنًّا ولا لونًا ولا صفة، لكنهم
شدّدوا فشدّد الله عليهم، فذبحوها وما كادوا يفعلون. ﴿فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ﴾ [البقرة: 73] أي: لـمّا قال الله لهم: اضربوا الميت بجزءٍ منها فضربوه،
فأحياه الله ليبيِّن لهم من قتله، وهذا من معجزات موسى عليه الصلاة والسلام.
***
([1]) أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (7461).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد