وقال أحمد:
حدَّثنا أنسُ بن عياضٍ، حدَّثنا أبو حازمٍ؛ عن عمروٍ بن شعيب؛ عن أبيه، عن جدِّه
قال: لَقَدْ جَلَسْتُ أَنَا وَأَخِي مَجْلِسًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ
النَّعَمِ أَقْبَلْتُ أَنَا وَأَخِي وَإِذَا مَشْيَخَةٌ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ عِنْدَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهِ، فَكَرِهْنَا
أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَجَلَسْنَا حَجْرَةً، إِذْ ذَكَرُوا آيَةً مِنَ
الْقُرْآنِ، فَتَمَارَوْا فِيهَا، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَخَرَجَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ،
يَرْمِيهِمْ بِالتُّرَابِ، وَيَقُولُ: «مَهْلاً يَا قَوْمِ، بِهَذَا أُهْلِكَتِ
الأُْمَمُ مِنْ قَبْلِكُمْ، بِاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَضَرْبِهِمُ
الْكُتُبَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ
بَعْضًا، وَإِنَّمَا نَزَلَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ،
فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ، فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ» ([1]).
****
ثُمَّ يقال لمن
يحتجّ بالقدَر ويترك العمل: لو جُنِيَ على أحد أبنائكم بالقتل فلماذا تطالبون
بالقصاص؟ ولماذا لا تقولون: إنَّ هذا مقدر، ولا نلوم الفاعل؟ وكذا الذي يتزوج لطلب
الذريّة، لماذا لا يعزف عن الزواج، ويقول: إن قُدِّر لي ذرية ستأتيني بدون زواج؟
ولماذا يخرج أحدهم يطلب الرزق ويبيع ويشتري ويسافر، لماذا لا يقول: إن كان الله
قدَر لي الرزق فإنه سيدخل عليّ ويدقُّ الباب دون أن أسعى له؟ فهم لا يحتجَّون
بالقدَر فيما لهم، وإنما يحتجّون به فيما عليهم!!!
النبي صلى الله عليه وسلم لمّا رأى أنَّ أصحابه تجادلوا في آية من القرآن، وارتفعت أصواتهم، أنكر عليهم اختلافهم وحثا عليهم التراب إنكارًا لصنيعهم؛
([1]) أخرجه: أحمد رقم (6702).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد