فإنَّ القوم
تنازعوا في علَّة فِعل الله سبحانه وتعالى لما فعله، فأرادوا أن يثبتوا شيئًا
يستقيم لهم به تعليل فعله بمقتضى قياسه سبحانه على المخلوقات، فوقعوا في غاية
الضلال.
إما بأن زعموا
أنَّ فعله ما زال لازمًا له، وإما بأن زعموا أنَّ الفاعل اثنان، وإما بأن زعموا
بأنه يفعل البعض والخلقُ يفعلون البعض، وإما بأنَّ ما فعله لم يأمر بخلافه، وما
أمر به لم يقدِّر خلافه، وذلك حين عارضوا بين فعله وأمره. حتى أقرَّ فريق بالقدر،
وكذّبوا بالأمـر، وأقرَّ فريقٌ بالأمـر، وكذَّبوا بالقدَر، حتى اعتقدوا جميعـًا
أنَّ اجتماعهما محال، وكل منهما مبطل بالتكذيب بما صدق به الآخر.
****
ومثلهم مجوس هذه
الأمة، وهم القَدَرِية الذين نَفوا القدَر، فقالوا: إنَّ كل مخلوقٍ يَخلُق فعل
نفسه، فزادوا على المجوس، فالمجوس قالوا بخالقين، وهؤلاء أثبتوا خالِقِين
متعدِّدِين مع الله سبحانه وتعالى وأنَّ كلًّا يخلق فعل نفسه، ولذلك سُمّوا مجوس
هذه الأمة؛ لأنهم يشبهون المجوس، بل إنهم زادوا عليهم.
قوله: «فإنَّ القوم تنازعوا علّة فِعل الله سبحانه وتعالى...» يعني: أنَّ أصل الضلال أنهم قاسوا الخالق على المخلوق، والله جل وعلا لا يُقاس بخلقه، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 74] فالله جل وعلا لا يُقاس بخلقه، وأفعاله في غاية الحكمة والعلم والإتقان، ولا يجوز لنا أن نسأل: لماذا قال الله كذا؟ لماذا فَعَلَ الله كذا؟ نحن منهيّون عن البحث في أفعال الله،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد