وإنكار القلب
هو الإيمان بأنَّ هذا منكر وكراهته لذلك، فإذا حصل هذا كان في القلب إيمان، وإذا
فقد القلب معرفة هذا المعروف، وإنكار هذا المنكر، ارتفع هذا الإيمان من القلب.
وأيضًا فقـد يَستغفر الرّجـل مِن الذنب مع إصراره عليه، أو يأتي بحسنات تمحـوه أو
تمحـو بعضه، وقـد تُقلِّل منه، وقد تُضْعِف هِمَّته في طلبه إذا علم أنَّه منكر.
****
قوله: «وإنكار القلب
هو الإيمان بأنَّ هذا منكر وكراهته لذلك...» وهذا من آثار العلم به، ومع
وقوعه في هذه الأمة أخبر صلى الله عليه وسلم عن ذلك ليكون عند الإنسان علمٌ يمكنه
من إنكار هذا الشيء ولو بقلبه، وبالتالي فإنَّ الإنكار بالقلب يعني أنَّ هناك
إيمانًا ولو كان ضعيفًا.
وقوله: «وأيضًا فقد
يستغفر الرجل من الذنب مع إصراره...» وهذا أيضًا من فوائد العلم، فإنَّ
العالِم إذا وقع في شيءٍ من الأخطاء أو الذنوب، فإنَّه سرعان ما يتوب ويستغفر
ويرجع؛ لأنَّ ما عنده من العلم يحثّه على التوبة من هذه الذنوب، أو يوقع في قلبه
كراهيتها، وأما الجاهل فيستمر على ما هو عليه ويظن أنه الحق.
وقوله: «أو يأتي بحسنات تمحوه أو تمحو بعضه». المقصود: أنه وإن لم يترك الذنب بالكلِّيَّة، إلاّ أنَّ علمه يحمله على أن يعمل الصالحات، يصلِّي ويصوم ويحج ويتصدق، وإن كان عنده شيءٌ من المخالفات والتشبّه، فإنَّ هذه الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارةٌ لما بينهن، ومما تكفّره: هذا التشبّه الذي قد يحصل منه، والحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة، والأعمال الصالحة يكفّر الله بها الذنوب الصغائر، ومنها: التشبّه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد