×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الأول

ففي هذا الحديث: النهي عن هذه الجلسة، معلّلاً بأنها جلسة المعذَبين، وهذه مبالغة في مجانبة هديهم.

وأيضًا فقد روى البخاري عن مسروق عن عائشة: كَانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ المُصَلِّي يَدَهُ فِي خَاصِرَتِهِ وَتَقُولُ: إِنَّ اليَهُودَ تَفْعَلُهُ  ([1]).

ورواه أيضًا من حديث أبي هريرة: قال: نُهِيَ عَنِ التَّخَصُّر فِي الصَّلاَةِ  ([2]). وفي لفظ: نَهَى أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا  ([3]).

قال: وقال هشام وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم  ([4])، وهكذا رواه مسلم في «صحيحه»: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ([5]).

وعن زياد بن صبيح قال: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى خَاصِرَتَيَّ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: «هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلاَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهُ»  ([6]). رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

وأيضًا عن جـابر بن عبـد الله رضي الله عنهما أنه قـال: اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا فَصَلَّيْنَا بِصَلاَتِهِ قُعُودًا، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: «إِنْ كِدْتُمْ آنِفًا تَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3458).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1219).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1220).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (1219).

([5])  أخرجه: مسلم رقم (545).

([6])  أخرجه: أبو داود رقم (903)، والنسائي رقم (891)، وأحمد رقم (5836).