سنن الجاهلية، فينبغي سدّ هذا الباب نهائيًّا،
وأن نعرف خطط الأعداء الذين يتربّصون بالمسلمين الدوائر، فهم يأتونهم من هذه
النواحي، وهناك منظمة عالمية تقوم على إحياء هذه الأشياء لاتباعه، وذلك سببٌ لتعلق
القلوب بأهل الجاهلية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ
مَنْ كَان قَبْلَكُمْ...».
وأمّا قوله تعالى: ﴿فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ﴾ [آل عمران: 137] فالمطلوب السير في الأرض للنظر في آثار الدمار الذي حصل للكفار بسبب كفرهم، وذلك من أجل الاتّعاظ والابتعاد عن الأعمال التي كانت السبب فيما أصابهم، فالنظر في آثار الكفار من أجل الاعتبار والاتّعاظ مطلوب، قال الله سبحانه: ﴿فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ﴾ [النحل: 36]، وقال سبحانه: ﴿ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ ﴾، ولهذا لـمّا خرج الصحابة رضي الله عنهم إلى غزوة تبوك ومرّوا بديار ثمود، قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: «لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لاَ يُصِيبُكُمْ مِثْل أَصَابَهُمْ» «[1]) فالنظر في هذه الآثار من باب الاعتبار والاتّعاظ والتذكير، أما النظر من باب الإعجاب، والنظر إلى أن هذه الآثار حضارة، وتاريخ وتعظيم، فهذا من أمور الجاهلية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (433)، ومسلم رقم (2980).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد