وعيـد الأضحى بعد
أداء رُكْن الحجِّ الأعظم، وهو الوقوف بعرفة، وقد أنزل الله على نبيه صلى الله
عليه وسلم: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3].
ولما قدم النبي صلى
الله عليه وسلم المدينـة ووجدهم يحتفلون بالنيروز والمهرجان قال: «فَإِنَّ الله
قَدْ أَبْدَلَكُمْ يَوْمَيْنِ خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ
النَّحْرِ» ([1]). هما خـيرٌ لأنهما
يعقبان عبادتين عظيمتين، فإنَّ العيدَين يحصل فيهما عبادة لله عز وجل بالصلاة،
ولما يكون فيهما من صلة الرحم، والصدقة والأخوّة، ففيهما نظهر الفرح بنعمته علينا،
ونتوسع فيهما في الأكل والشرب وما أحل الله لنا، ففي هذا غنىً عن أعياد المشركين
والأعاجم والكفار التي ليس فيها إلاّ معصية الله والشرك به، والبدع والشرور، واللهو
واللعب، ففي الإسلام وأعياده ما يغني عمّا عند أعدائنا، ولله الحمد والمنة.
وقوله: «وكان معهم حتى يموت» يعني: استمرَّ في مساكنتهم ومشاركتهم في أعيادهم، فلأجل ذلك يحشر معهم يوم القيامة، وهذا وعيدٌ شديد، ولأجل ذلك أوجب الله الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام فِرارًا بالدِّين، ونهى عن إقامة المسلم بين ظهراني المشركين، ولقد تبّرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين، وهو يقدر على الهجرة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1134)، والنسائي رقم (1556)، وأحمد رقم (12006).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد