فصَلاةُ الخَوفِ
صحَّتْ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بسِتّ صفاتٍ أو سَبْعِ صفاتٍ، كلُّها
جائِزَةٌ، وهذهِ الصِّفاتُ مَحْمولةٌ على اخْتلافِ الأحوالِ؛ ففي كلِّ مَرَّةٍ
يُصَلِّيها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على صِفَةٍ تُناسِبُ الحالَةَ الَّتي هُم
فِيها تَيْسيرًا منَ اللهِ سبحانه وتعالى علَى هذهِ الأُمَّةِ.
والخَوْفُ له ثلاثُ
حالاتٍ:
الحالةُ الأُولى: أنْ يكونُوا في
مُوَاجهَةِ العَدُوِّ بدونِ الْتِحامِ قِتالٍ، يَتَقابَلُ الجَيْشَانِ: جَيْشُ
المُسلمينَ وجَيْشُ الكفَّارِ، بدونِ أنْ يكونَ بَيْنَهم قِتالٌ.
الحالةُ الثَّانيةُ: أنْ يَتَواجَهَ
الجَيْشانِ معَ الْتِحامِ القِتالِ، وهذهِ أشدُّ مِنَ الَّتي قَبْلَها.
الحالةُ الثَّالثةُ: أنْ يكونَ خَوفٌ
معَ هَرَبٍ منَ العَدُوِّ.
ففي الحالَةِ الأُولى؛
إذا كانتِ المُوَاجهَةُ منْ غيرِ الْتِحامِ قِتالٍ، فهذهِ لا تَخْلُو من
وَجْهَيْنِ:
الوَجْهُ الأوَّلُ: أنْ يكونَ
العَدُوُّ في جِهَةِ القِبْلَةِ.
والوَجْهُ الثَّاني: أنْ يكونَ العدوُّ
في غيرِ جِهَةِ القِبْلَةِ، وهذا هو ما يُسمِّيهِ الفُقهاءُ بـ «الوَجْهِ
الثَّاني»؛ يعني: أن يكونَ العدوُّ في غيرِ جهَةِ القِبلَةِ.
فأمَّا في الوَجْهِ الأَوَّلِ، إذا كانَ العَدوُّ بينَهم وبينَ القِبلَةِ، فإنَّهم يَصُفُّون صَفَّيْنِ، ويُكَبِّرُ بهِمُ الإمامُ جميعًا، ويقومونَ معَه ويَرْكَعون معَه جميعًا، وهم يُراقِبُونَ العَدوَّ في حالَةِ قِيامِهِم، وفي حالةِ رُكوعِهم يُراقِبونَ تَحرُّكاتِ العَدوِّ، ثمَّ إذا سَجَدَ الإمامُ سجَدَ معَه الصَفُّ الأوَّلُ وبقيَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد