بابُ صفَةِ الحَجِّ والعُمرةِ
يُسَنُّ
للمُحِلِّينَ بمَكَّةَ الإحرامِ بالحجِّ يوْمَ التَّرْويَةِ قبلَ الزَّوالِ منْها،
ويُجْزِئُ من بَقَيَّةِ الحَرَمِ.
*****
«بابُ صفَةِ الحجِّ والعُمرةِ» صفَةُ
الحجِّ والعُمرَةِ: هيَ الكَيْفِيَّةُ الشَّرعيَّةُ لأداءِ الحجِّ والعُمرةِ؛
لأنَّ هذا أمْرٌ لا بُدَّ منهُ، في أنْ يُؤَدِّيَ الحجَّ على ما شَرَعَه اللهُ
ورسولُه، وأنْ تُؤَدَّى العُمرةُ على ما شَرَعَه اللهُ ورسولُه، لقَوْلِه صلى الله
عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1]) أي تَعَلَّمُوا من
أفْعالِي وأدائِي للمَناسِكِ فأدُّوها كمَا أدَّيْتُها؛ لأنَّه صلى الله عليه وسلم
هوَ القُدْوَةُ للأُمَّةِ، قالَ اللهُ تعَالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]
وقالَ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ولأَنَّ اللهَ جعَلَه مُبَيِّنًا
للنَّاسِ ما نُزِّلَ إليهِم من رَبِّهم، فهوَ القُدْوَةُ.
فما فعَلَه مِن
حَجِّهِ وعُمْرَتِه فإنَّ المُسْلِمَ يَقْتَدِي به في ذلك؛ ما كانَ واجبًا فهو
واجِبٌ؛ وما كانَ مُستحبًّا فإنَّه يَفْعَلُه مُسْتحبًّا، كما يأتي تَفْصيلُ ذلكَ.
«يُسنُّ للمُحِلِّينَ بمَكَّةَ الإحرامِ بالحجِّ يوْمَ التَّرْويَةِ قبلَ الزَّوالِ منْها» يُسْتحَبُّ للمُحِلِّينَ بمَكَّةَ أي الَّذينَ تَحَلَّلُوا منَ العُمرةِ -كما سبقَ- وبَقُوا يَنتَظِرُونَ الحجَّ؛ يُستحَبُّ لهُم أن يُحْرِمُوا بالحجِّ يوْمَ التَّرْويةِ؛ وهوَ اليَوْمُ الثَّامِنُ من ذِي الحِجَّة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد