بابُ الاعتِكافِ
وَهُوَ
لُزُومُ مَسْجِدٍ لِطَاعَةِ اللهِ تَعالى، مَسْنُونٌ.
*****
«بابُ الاعْتِكافِ» الاعتِكافُ مِن
توابِعِ شَهْرِ رَمضانِ؛ لأنَّ الاعتِكافَ فِي شهْرِ رمضانَ أفضلُ، وإلاَّ
الاعتكافُ يجُوزُ في سائِرِ السَّنَةِ، ولكِن في رَمضانَ آكَدُ؛ ولأنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم كانَ يعتكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِنهُ تَحَرِّيًا لِلَيْلَةِ
القَدْرِ.
والاعتِكافُ في
اللُّغةِ: هُوَ المُكْثُ والبَقاءُ في المَكانِ، فَكُلُّ مَن بَقِيَ فِي مَكانٍ،
وداومَ الجُلوسَ فِيهِ فإنَّهُ يُقالُ له: مُعتَكِفٌ ([1]).
أَمَّا فِي
الشَّرْعِ: فالاعتكافُ هو لُزومُ المَسجِد والبقاءُ في المَسجِدِ لَيلاً
ونَهارًا طاعةً للهِ سبحانه وتعالى ([2]) مِن أجلِ أن
يتفَرَّغَ العبدُ لِطاعَةِ اللهِ، وَلِذِكْرِ اللهِ، ولِتلاوَةِ القُرآنِ وغير
ذلِك مِن أنواعِ العباداتِ، ويَنقَطِعُ عَن أشغالِ الدُّنْيا، ويتفَرَّغُ
للعبادَةِ، هذا هو الاعتكافُ المَشروعُ، ويُستحَبُّ في رَمضانَ آكَدُ مِن غيرِهِ،
وإلا لَوِ اعتكَفَ في غيرِ شهرِ رَمضانَ فإنَّهُ يكونُ على أجْرٍ أيضًا.
«وَهُوَ لُزُومُ مَسْجِدٍ لِطاعَةِ اللهِ تعالى، مَسْنُونٌ» هذا تعريفُه شَرعًا: لزومُ مسجِدٍ بِنِيَّةٍ؛ لأنَّ العباداتِ لا تَصِحُّ إلاَّ بالنِّيَّةِ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([3])، فلو جلسَ فِي
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد