×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

أَوْ طارَ إِلَى حلْقِهِ ذُبابٌ أوْ غُبارٌ، أَوْ فَكَّرَ؛ فَأَنْزَلَ، أَوِ احتَلَمَ، أو أصْبَحَ في فِيهِ طَعامٌ، فَلَفَظَهُ، أَوِ اغتَسلَ، أو تمَضْمَضَ، أو استَنْثَرَ، أو زادَ على ثَلاثٍ، أو بالَغَ؛ فدَخَلَ الماءُ في حلقِهِ، لم يَفْسَدْ صَوْمُهُ. ومَنْ أكَلَ شاكًّا في طُلوعِ الفَجْرِ صَحَّ صوْمُهُ، لاَ إِنْ أكَلَ شَاكًّا في غُروبِ الشَّمْسِ أو مُعتقِدًا أنَّهُ ليْلٌ فبانَ نهارًا.

*****

«عَامِدًا ذَاكِرًا لِصَوْمِهِ فَسَدَ لاَ نَاسِيًا أَوْ مُكْرَهًا» فإذا فعلَ هذهِ الأشياءَ، أكلَ أو شَرِبَ أو أدخَلَ إلى جوفِه شيئًا مِن أيِّ موضِعٍ، أو احتجمَ ذاكِرًا لِصَومِه فإنَّهُ يَبطُلُ؛ لأَِنَّهُ فعلَهُ مُتعمِّدًا، وليسَ لَهُ عُذْرٌ، أمَّا لوْ فعَلَ هذِهِ الأشياءَ، وهو ناسٍ لِلصِّيَامِ فليْسَ عليهِ شيْءٌ؛ لقولِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ فَأَكَلَ أَو شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» ولقولِه تعالى: ﴿وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ [الأحزاب: 5]، ولقوله سبحانه: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ [البقرة: 286]، ولقولِه صلى الله عليه وسلم: «عُفِيَ لأُِمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» ([1]).

قد مضَى ذِكْرُ الأشياءِ الَّتِي تُفسِدُ الصِّيامَ مِن الأكلِ أو الشُّربِ أو الاسْتِمْناءِ أو الحِجَامَةِ، أو غيرِ ذلِكَ مِمَّا يدخُلُ في جوفِ الإنسانِ أو يخرجُ مِنهُ على التَّفْصِيلِ السَّابِقِ، وذَكَرَ هُنا الأشياءَ الَّتِي لا تُفسِدُ الصِّيامَ نَظرًا لعدمِ قُدْرَةِ الإنسانِ عَلَى مَنعِها.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (2043)، والدارقطني رقم (4351)، والطبراني في «الكبير» رقم (11274).