فصل
يُسَنُّ
التَّربيعُ في حَمْلِه، ويُبَاحُ بيْنَ العَمُودَيْنِ، ويُسَنُّ الإسْراعُ بهَا،
وكَوْنُ المُشاةِ أمامَها والرُّكبانِ خَلْفَها، ويُكْرَهُ جُلوسُ تابِعِها حتَّى تُوضَعَ،
ويُسَجَّى قَبْرُ امرأَةٍ فقَطْ، والَّلحْدُ أفْضَلُ منَ الشَّقِّ.
*****
«فصْلٌ»: بَقِيَ منْ أحكامِ الجنازَةِ
دَفنَها، قالَ اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ﴾ [عبس: 21]، وهذا
مِن نِعَمِ اللهِ على بَني آدَمَ: أنَّه لمْ يَجْعَلْ جُثَثَهم مِثْلَ جُثَثِ
الحيواناتِ تُتْرَكُ على ظَهْرِ الأرْضِ وتُمْتَهَنُ، بل إنَّها تُصَانُ وتُدْفَنُ
في القُبُورِ، وهذا يَدُلُّ على أنَّ هذا الآدَمِيَّ لا يَنتَهِي أمْرُهُ عندَ
المَوْتِ كالحيواناتِ والبَهائِمِ، وإنَّما لهُ شأْنٌ آخَرُ، فما المَوْتُ إلاَّ
مَرْحَلةُ من مراحلَ سَفَرٍ، ونَقَلَه منْ دارٍ إلى دارٍ، منْ دارِ الدُّنْيا إلى
دارِ البَرْزخِ؛ وهُوَ القَبْرُ، وسُمِّيَ «بَرْزَخًا»؛ لأنَّ البَرْزخَ
هُوَ الشَيءُ الفاصِلُ بيْنَ شَيْئَيْنِ، قالَ تَعالى: ﴿بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ﴾ [الرحمن: 20] أي:
بيْنَ البَحْرَيْنِ، ﴿بَرۡزَخٞ﴾ [الرحمن: 20] أي: فاصِلٌ،
﴿لَّا يَبۡغِيَانِ﴾ [الرحمن: 20] أي:
لا يَخْتَلِطُ أحَدُهما بالآخَرِ، فالقَبْرُ بَرْزخٌ، ﴿وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 100]،
أي: فاصِلٌ بيْنَ الدُّنيا والآخرَةِ.
فهذا الإنسانُ لا
يَنتَهِي شَأْنُه عندَ المَوْتِ، وإنَّما لهُ شَأْنُ آخَرُ بعْدَ المَوتِ، ولذلكَ
يُدْفَنُ ويُحْفَظُ في هذا القَبْرِ، ولو تلاشَى فيه وصارَ تُرَابًا في القَبْرِ
وغيرِه فإنَّ تُرابَهُ ورَميمَه يُبْعَثُ يوْمَ القِيامَةِ، ﴿قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ
وَهِيَ رَمِيمٞ﴾ [يسن: 78].
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد