×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

صلُّوها جماعةً وفُرَادى، وصِفَتُها في موضعِها وأحكامِها، كعيد.

*****

فإذا حصَل من العبادِ تَنَكُّرٌ نحوَ ربِّهم بالمعاصي والمُخَالفات، فإنَّ اللهَ يُعاقِبُهم - خُصوصًا منعَ الزَّكاة.

وقد ينزِلُ المطرُ ولا تُنبِتُ الأرض، قال اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَآءَ صَبّٗا ٢٥ ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقّٗا ٢٦ فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا ٢٧ وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا ٢٨ وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا ٢٩ وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا ٣٠ وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا ٣١ مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ [عبس: 25- 32]، وإذا امتنعَ المطرُ لم تُنبِتِ الأْرض.

قد فعلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الاسْتِسْقاء، كما قال ابنُ القَيِّم ([1]): على ثلاثِ صِفات:

الصِّفة الأولي: أنَّه خَرَج بالنَّاسِ وصلَّى بهم ثُمَّ خَطَب ودَعَا، وهي صلاةُ الاستسقاءِ المعروفة.

الصِّفة الثانية: أنَّه دعا في خُطبةِ الجُمُعة، والنَّاسُ يُؤَمِّنونَ على دعائِه.

الصِّفة الثالثة: أنَّه دَعا من غيرِ صلاةٍ ولا خُطبةِ جُمُعة.

«صلُّوها جماعةً وفُرَادى» والأفضلُ أنْ يُصلُّوها جماعةً اقتداءً بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ ولأنَّ هذا أرجى للإجابة.

وليس من شَرْطها الاستيطان، فلو اسْتَسْقى المُسافرون فلَهُم ذلك.

وقوله: «في موضعِها» أي: أنَّها تُصلَّى في الصَّحراء، مثل صلاةِ العيد.


الشرح

([1])«زاد المعاد» (1/ 456 - 458).