وإذا
نُزِل به سُنَّ تعاهُدُ بَلِّ حلقِه بماءٍ أو شَراب، ونَدَّى شفتَيه بقُطْنة، ولَقَّنَه:
«لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله» مرَّة، ولم يزِدْ على ثَلاث، إلاَّ أنْ يتكلَّمَ بعدَه،
فيعيدُ تلقينَه برِفْق.
*****
«وإذا نُزِلَ بِه سُنَّ تعاهُدُ بَلِّ
حلْقِه بماءٍ أو شَراب» يعني: نزَلَ به المَوتُ، فإنَّه يُسَنُّ لمَن حضَرَه،
أنْ يُبلِّلَ حلقَه؛ لأنَّه حينئذٍ يَيْبس حلقُه من سَكَرَاتِ المَوت، فيُبَلِّل
حلقَه ليكونَ ذلك أسهلَ عليه في النَّزْع.
«ونَدَّى شفَتيه
بقُطْنة» يعني: يُبَلِّل القُطنةَ بالماء، ثمَّ يمسَحُ بها شَفتَيه؛ لأنَّهُما
تَيْبَسان من شِدَّةِ الأَلَم.
«ولقَّنَه: «لاَ
إِلَهَ إلاَّ الله»)، وهذا مهِمٌّ جدًا أن يُلقِّنَه: «لاَ إِلَه إلاَّ
الله»؛ لتكونَ خِتامَ كلامِه، قال صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا
مَوْتَاكُمْ - يعنى: المُحتَضرين - لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» ([1]) فإنه: «مَنْ
كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([2])، فيُلقِّنُه هذه الكلمةَ
العَظيمة، حتَّى تكونَ خِتامَ حياتِه، وخِتامَ كلامِه، فيموتُ عليها.
«مرة» يعنى: لا يُكرِّر
عليه التَّلقينَ لئَلاَّ يضجر، الميت يضجر وهُو في حالةٍ شديدةٍ فليُخفِّفْ عليه،
وليُلقِّنْه برِفْق، فإذا قالَها فإنَّه يتركُه، فإن حصَل منه كلامٌ بعدَ ذلك،
فإِنَّه يُلقِّنُه مرَّةً ثانية.
«ولم يزِد عَلى ثَلاثٍ، إلاَّ أن يتكلَّمَ بعدَه، فيُعيدُ تلقينَه برِفق» يعني: يُلقِّنه، ولا يقولُ له: «قُل: لاَ إلاَّ الله»، وإنَّما يقولُ عندَه: «لاَ إِلَهَ إلاَّ الله»، مِن أجْلِ أنْ يَفْطِن، ولا يقولُ له: «قُل: لاَ إِلَه إلاَّ الله»،
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد