يُكَبِّرُ
فِي الأُولَى بَعْدَ الاسْتِفْتَاحِ وَقَبْلَ التَّعَوُّذِ وَالقِرَاءَةِ سِتًّا،
وَفِي الثَّانِيَةِ قَبْلَ القِرَاءَةِ خَمْسًا، يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ
تَكْبِيرَةٍ.
*****
وذَلكَ لأنَّ
الخُطبَة قَبل الجُمعَة شَرطٌ لِصحَّة الجُمعة، والشَّرطُ يَتقدَّم المَشروطَ،
بِخلافِ الخُطبَة للعِيدَين فإنَّها سُنَّة.
فَلذلِك صَارت بَعدَ
الصَّلاةِ، فَلو خَطب قَبل صَلاة العِيد كَان ذَلكَ بِدعَة، وَلقد فَعلَه بَعضُ
أُمراء بَني أُميَّة، فَأنكَروا عليهِ غَاية الإِنكَار.
لأنَّ هَذا مُخالِفٌ
لِسنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وَسُنَّة الخُلفَاء الرَّاشِدين، لَحَديثِ
ابْن عُمَر: «كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطُب العِيد بَعد الصَّلاة،
وَأبُو بَكر وعُمر وعُثمان» ([1]).
«يُكَبِّرُ فِي
الأُولَى بَعْدَ الاسْتِفْتَاحِ وَقَبْلَ التَّعَوُّذِ وَالقِرَاءَةِ سِتًّا،
وَفِي الثَّانِيَةِ قَبْلَ القِرَاءَةِ خمْسًا». يُكَبِّر في الصَّلاةِ وفي
الخُطبَة؛ لأَنَّ اليَومَ يَوم تَكبِير، قَالَ الله تَعالى في عِيد الفِطر: ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ﴾ [البقرة: 185]،
وقَال في عِيد الأضْحَى: ﴿وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ﴾ [الحج: 28].
فأيَّام العِيد أيَّامُ تَكبيرٍ، فَيظهر التَّكبِير في هَذينِ اليَومَين، ويَخصُّ الصَّلاة بِالتَّكبير، والخُطبَة بِالتَّكبير، فيكَبِّر في الأُولى بَعدَ تَكبيرَة الإحْرام سِتًّا، ويُكبِّر في الثَّانيَة خَمسًا، وقيل: يكَبِّر في الأُولى سَبعًا، وفي الثَّانيَة خَمسًا، وكِلا الصِّفتَين وَردَتا عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم ([2])، فإذا فَعَل هَذا تَارَة،
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد