×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وتَصِّحُّ خلْفَ إمامٍ عالٍ عنْهُم.

ويُكْرَهُ إذا كانَ العُلُوُّ ذِراعًا فأكْثَرَ كإمَامَتِه في الطَّاقِ، وتَطَوُّعُه مَوْضِعَ المَكْتوبَةِ إلا مِن حاجَةٍ، وإطالَةُ قُعُودِه بعْدَ السَّلامِ مُسْتَقْبلَ القِبْلَةِ.

*****

«وتصِحُّ خلْفَ إمامٍ عالٍ عنهُم» إذا كانَ الإمامُ عالِيًا عنِ المَأمومينَ، فلَهُ حالَتانِ:

الحالةُ الأُولى: أن يكونَ معَ الإمامِ أحَدٌ منَ المَأمومينَ، فهذا لا بَأْسَ به، حتَّى وإن كانَ الارْتفاعُ كَثيرًا، كأنْ يكونَ الإمامُ وبعْضُ المَأمومينَ في الدُّورِ الأَعْلى، وبَقِيَّةُ المَأْمومينَ في الدُّورِ التَّحْتَانِيِّ.

الحالةُ الثَّانيةُ: إذا لمْ يكنْ معَ الإمامِ أحدٌ منَ المَأمومينَ، فإنَّه يُتَسامَحُ في العُلُوِّ اليَسيرِ إذا كانَ دُونَ ذِراعٍ؛ كَدِكَّةٍ ([1])أو دَرَجَةِ مِنبَرٍ أو نحْوِ ذلكَ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى بهِم وهُو فَوْقَ المَنبَرِ يَصْعَدُ ويَنزِلُ.

هذا بَيانُ للأحْوالِ الَّتي تُكْرَهُ في حقِّ الإمامِ حالَ الصَّلاةِ، وهيَ:

1- «ويُكْرَهُ إذا كانَ العُلُوُّ ذِراعًا فأَكْثَرَ» يُكْرَهُ عُلُوُّهُ عنِ المَأمومينَ ذِراعًا ([2]) فأكْثَرَ؛ لقَوْلِه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ فَلاَ يَقُومَنَّ فِي مَكَانٍ أَرْفَعَ مِنْ مَقَامِهِمْ» ([3]). والمُرادُ إذا كانَ الارْتفاعُ ذِرَاعًا فأكْثَرَ، جَمْعًا بيْنَ الأحادِيثِ.


الشرح

([1])الدكة: بناء يسطح أعلاه للجلوس عليه. انظر: «المعجم الوسيط» (ص: 292).

([2])الذراع: ما بين طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى. انظر: «اللسان» (8/ 92)، و«الدر النقي» (3/ 546).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (598).