×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

وواجباتُها: قِيامٌ، وتَكْبيراتٌ أرْبعُ، والفاتحَةُ، والصَّلاةُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ودعْوَةٌ للمَيِّتِ، والسَّلامُ.

*****

الَّذي يَجِبُ في الصَّلاةِ على الجَنازَةِ ستَّةُ أشياءَ:

أحدُها: «قيامٌ» لأنَّها صلاةٌ مَفْروضَةٌ واجِبَةٌ، فلا بُدَّ منَ القِيامِ فيهَا، إلاَّ العاجِزَ عنِ القيامِ يُصَلِّي قاعِدًا مِثْلَ الفَريضَةِ.

الوَاجبُ الثَّاني: «وتكبيراتٌ أربعُ» التَّكبيراتُ الأرْبعُ، فلوْ كَبَّرَ دُونَ الأرْبعِ ما صَحَّتْ، فلا بدَّ منَ التَّكبيراتِ الأربعِ.

الواجِبُ الثَّالثُ: «والفاتحةُ» قراءَةُ الفاتِحَةِ؛ لقوْلِه صلى الله عليه وسلم، «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» ([1])، وهذهِ صلاةٌ، ولأنَّه صلى الله عليه وسلم قرَأَها، وابنُ عباسٍ جَهَرَ بها وقالَ: لِتَعْلَموا أنَّها سُنَّةٌ ([2])، وثَبتَ هذا عنْ جماعَةٍ كثيرَةٍ منْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أنَّهم كانُوا يَقْرَؤونَ الفاتِحَةَ؛ ولأنَّه - كما ذَكَرْنا - أنَّ منْ آدابِ الدُّعاءِ أنْ يَبْدَأَ بالثَّناءِ على اللهِ جل وعلا.

الواجبُ الرَّابعُ: «والصَّلاةُ علَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم » منْ آدابِ الدُّعاءِ، ومنْ أسبابِ القَبُولِ أنَّه يُصَلِّي على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

الواجِبُ الخامِسُ: «ودَعوةٌ للمَيِّتِ» الدُّعاءُ للمَيِّتِ، فلو كبَّرَ وقرَأَ الفاتحَةَ وصلَّى على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولمْ يَدْعُ للمَيِّتِ لم تصِحَّ؛ لأنَّ المَقْصُودَ منْها الدُّعاءُ للمَيِّتِ، فلو تَرَكَ الدُّعاءَ، نقولُ: لاَ، لاَ تصِحُّ صلاتُكَ؛ لأنَّك لمْ تأتِ بالمَقْصودِ، وهُوَ الدُّعاءُ للمَيِّتِ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (723)، ومسلم رقم (394).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1270).