تَلْزَمُ
كلَّ ذَكَرٍ، حُرٍّ، مُكَلَّفٍ، مُسْلمٍ، مُسْتوطِنٍ ببناءٍ اسْمُهُ واحِدٌ ولو
تَفَرَّقَ، ليسَ بيْنَه وبيْنَ المَسجِدِ أكْثَرَ منْ فَرْسَخٍ.
*****
اختَارُوا يوْمَ السَّبْتِ، والنَّصارَى
اخْتاروا يوْمَ الأحَدِ، وهَدَى اللهُ المُسلمينَ لِيَومِ الجُمعَةِ، الَّذي هوَ أفْضَلُ
الأيَّامِ؛ فهذَا مِن نِعْمَةِ اللهِ علَى المُسلمينَ.
وما حَسَدَ اليَهودُ
والنَّصارَى المُسلمينَ على شَيءٍ مِثْلُ ما حَسَدُوهم على يَوْمِ الجُمعةِ؛ لأنَّ
اللهَ أضَلَّهم عنهُ وهَدَى المُسلمينَ له، وهُوَ يَوْمٌ عَظيمٌ، وهوَ سيَّدُ
الأيَّامِ، وهُوَ عِيدُ الأَسْبوعِ، وفيهِ فضائِلُ عَظيمَةٌ، ذَكَرَ كَثيرًا منْها
الإمامُ ابنُ القَيِّمِ في ((زادِ المَعادِ» ([1]).
وألَّفَ بَعْضُهم
مُؤَلَّفاتٍ مُسْتقِلَّةً في فَضائِلِ يوْمِ الجُمعَةِ، مِثْلُ: «الُّلمْعَة في
فَضائِلِ يوْمِ الجُمعةِ» للحافِظِ السُّيوطِيِّ، فهذا ممَّا يدُلُّ على
عِظَمِ هذا اليَوْمِ، وعلى فَضْلِه، وعلى ما فيه منَ الخَيرِ العَظيمِ، وأنَّه
يَوْمٌ خَصَّ اللهُ بهِ أُمَّةَ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وهوَ منْ أعْظَمِ
نِعَمِ اللهِ على هذهِ الأُمَّةِ.
صلاةُ الجُمعَةِ
لهَا شُروطُ وجوبٍ، وشُروطُ صحَّةٍ:
فشُروطُ الوُجوبِ:
هيَ الَّتي ذَكَر:
الأوَّلُ منها: في
قوْلِه: «تلْزَمُ كلَّ ذَكَرٍ»، فلا تَجِبُ على المَرأَةِ.
الشَّرطُ الثَّاني: «مُكلَّفٍ» أن يكونَ حُرًّا، فإن كانَ مَمْلُوكًا لمْ تَجِبْ عليهِ الجُمُعةُ؛ لأنَّ منافِعَه لسيِّدِه، خفَّفَ اللهُ عنهُ، فلمْ يُوجِبْ عليهِ الجُمُعةَ.
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد