بابُ الإِحرامِ
الإحرام:
نيَّةُ النُّسُك
سُنَّ
لمُرِيدِه غُسْل، أو تيمُّم لعَدَمٍ، وتنظُّف، وتطيُّب، وتجرُّد من مَخِيط.
*****
«بابُ الإِحرامِ» لمَّا ذَكَر
المَواضِعَ التي يَجِب الإِحرامُ منها للحَجِّ والعُمرَة، لِمَن أتى عَلَيها، وهي
المَواقِيت الخَمسَة ناسَبَ أن يذكُرَ معنى الإِحرامِ ويذكُر أَحكامَه ومَحظُوراته؛
لأنَّ المُحرِم إذا دَخَل فِي الإِحرامِ حَرُمت عَلَيه أشياءُ كانت مُباحَة له
قَبْل الإِحرامِ تسمَّى «مَحظُورات الإحرام»، نُسِبت إليه لأنَّها تَحرُم
بسَبَبِه.
«الإِحرامُ: نِيَّة
النُّسُك» فالإِحرامُ هو نيَّة الدُّخول فِي النُّسُك، فإذا نَوَى بقلبه الدُّخول
فِي النُّسُك والشُّروع فِي النُّسُك فقد أَحرَم، مثل المصلِّي إذا كبَّر
تَكبِيرَة الإِحرامِ دَخَل فِي الصَّلاة، ولِذَلِكَ سُمِّيت «تَكبِيرة
الإِحرامِ» فكَذَلِكَ إذا نَوَى النُّسُك فِي أشهُر الحَجِّ فقد صار مُحرِمًا
بالنية، أمَّا ما يَسبِق النِّيَّة من تأهَّب من اغتِسَال وأَخْذ للشُّعور التي
يُشْرَع أَخْذُها والأَظفارِ، والطِّيب فهذه كلُّها تهيؤَات ومقدِّمات للإِحرامِ،
لا يَصِير بِهَا الإنسان مُحرِمًا؛ لأنَّه لم يَنْوِ فلا يَصِير مُحرِمًا إلاَّ
إذا نَوَى الدُّخول فِي النُّسُك.
«سُنَّ لمُرِيدِه
غُسْل، أو تيمُّم لعَدَمٍ» يُسَنُّ لمُريدِ الإِحرامِ قبل الإِحرامِ أن يَغتَسِل
لأَجلِ أن يُزِيل ما عَلَيه من الرَّوائِح وغُبارِ السَّفَر؛ ولأنَّ الإحرام
عِبادَة فيُشْرَع الاغتِسَال لها ليَكُون عَلَى أَحسَن حالٍ،
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد