×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

بابُ صلاةِ الكُسوف

*****

«بابُ صلاةِ الكُسوف» صلاةُ الكسوفِ من السُّننِ المُؤَكَّدة، وبعضُهم يرى وجوبَها؛ لأمرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ([1]).

و «الكُسُوف» و «الخُسُوف»، بالكاف وبالخاء للشَّمس والقمر، يقال: «كسفَتِ الشَّمس»، و «خسَفَتِ الشَّمس»، ويقال: «كسَف القمر»، و«خسَف القمر».

وبعضُهم يقول: الخُسُوف خاصٌّ بالشَّمس، والكُسُوفُ خاصٌّ بالقَمر. والصَّحِيحُ أنَّه يَصلُحُ له([2]).

والمُرادُ به: ذَهابُ ضوءِ النَّيِّرين؛ لأنَّ اللهَ خلقَ الشَّمس والقمرَ لمصالحِ العِباد، جعَل القمرَ نورًا، وجعلَ الشَّمسَ سراجًا، ففِي ضوءِ النَّيِّرين مصالحٌ للعبادِ عَظيمة، فإذا ذهبَ ضوئهما يحصُلُ للعبادِ نقصٌ بسببِ ذلك، وأيضًا يخشَى أن يكونَ عند حُدوثِ عَذاب.

والخُسُوفُ والكسُوفُ، سببُهما معروفٌ عندَ أهلِ الحِساب، فكُسُوفُ الشَّمسِ سببُه اجتماعُ الشَّمسِ والقمر، فيكونُ القمرُ تحتَ الشَّمس، فيُحجَب ضوءُ الشَّمسِ عن الأرض، ولا يكونُ هذا إلاَّ في آخِرِ الشَّهر، في اليومِ التَّاسعِ والعشرين أو الثلاثين، حين يكونُ القمرُ تحتَ الشَّمسِ بينها وبينَ الأَرض.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (997)، ومسلم رقم (901) من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ. وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ. فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا. وَادْعُوا اللهَ، وَصَلُّوا، وَتَصَدَّقُوا».

([2])انظر: «المطلع» (ص: 109)، و«الدر النقي» (1/ 383).