تُسَنُّ
جماعةً وفُرَادى إذا كَسَف أحدُ النَّيِّرين: ركعتين يقرأُ في الأُولى جَهْرًا
بعدَ الفاتحةِ سورةً طويلة، ثم يركَعُ طويلاً، ثمَّ يرفعُ ويُسمِّعُ ويُحَمِّد، ثم
يقرأُ الفاتحةَ وسورةً طويلةً دون الأُولَى، ثم يركعُ فيُطيلُ وهو دونَ الأَوَّل،
ثم يرفَعُ، ثم يسجُدُ سجدتَين طويلتين، ثم يُصلِّى الثانيةَ كالأُولى لكن دونَها
في كلِّ ما يَفعل. ثم يتشَهَّدُ ويُسلِّم.
*****
وعلى كلِّ حال؛
السُّنةُ متواترةٌ بهذا، صريحة قولاً وفعلاً من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فهي
سُنَّةٌ مُؤكَّدة.
«تُسَنُّ جماعةً
وفُرَادَى» الأفضلُ أنَّهم يُصلُّونَها جَمَاعة، لفِعلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛
لأنَّه خرَج وصلَّى بأصحابِه في المسجد، فتُسَنُّ جماعة، وتكونُ في المسجدِ أفضل،
ويجوزُ أن تُصلَّى فُرَادى؛ لعمومِ قولِه صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا
رَأَيْتُمْ مِنْهُمَا ذَلِكَ فَصَلُّوا وَادْعُوا، حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ».
«إذا كَسَف أحدُ
النَّيِّرين» يعني: ذهَب ضوئه.
«ركعتين» وهذا بالإجماعِ
أنَّهما رَكْعَتَان، في كلِّ ركعةٍ رُكُوعان وقِيَامان وسُجُودان.
«يقرأُ في الأُولى جَهْرًا» أي: يُستحَبُّ الجَهْرُ بالقراءةِ في صلاةِ الكُسُوفِ ولو كانت بالنَّهار؛ لأنَّهم يُصلُّونها جماعةً في جَهْرٍ ليُسْمِعَهم، وحتَّى لو صلاَّها مُنفرِدًا فإنَّه يَجهر؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم جهَر بِها في القراءة ([1]).
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد