باب: أهلِ الزَّكاة ثَمانِيَة
الفُقَراء،
وهم مَن لا يَجِدون شيئًا أو يَجِدون بعضَ الكِفايَة دون نِصفِها، والمَساكِينُ
يَجِدون أَكثرَها أو نِصفَها، والعامِلُون عليها، وهم جُباتُهَا وحُفَّاظُها.
*****
«باب»: بعد أن فَرَغ
المؤلِّف رحمه الله من بيان أَحكامِ الزَّكاة ناسَبَ أن يَذكُر مَصارِف الزَّكاة
التي تُصرَف فيها؛ لأنَّ الزَّكاة بَيَّنَ الله جل وعلا مَصارِفَها فِي كِتابِه
الكَرِيم، فالزَّكاة لا بُدَّ أن تُوضَع فِي مَصارِفِها الَّتي عيَّنها الله
سبحانه وتعالى، فإنْ وُضِع شيء منها فِي غير تلك المَصارِف، فإنَّها لا تُجزِئ ولا
تَبْرَأ بِهَا ذِمَّة المُزَكِّي، فلَهِذَا الباب أهمِّيَّتُه البَالِغَة؛ لأنَّ
الله سبحانه وتعالى لم يَكِلْ قِسمَة الزَّكاة إلى نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم،
بل تولَّى جل وعلا قِسمَتَها بنَفسِه، وبيَّنها فِي كتابه، فلا بُدَّ من التقيُّد
بِهَذِه المَصارِف.
«أهلُ الزَّكاة
ثَمانِيَة» حسب ما ذكر فِي الآية ([1])، أي: ثَمانِيَة
أَصنافٍ، لا يَجُوز صَرفُها فِي غَيرِ هَذِه الثَّمانِيَة؛ لأنَّ الله حَصَرها
فيهم بلَفظِ «إنَّما».
الصِّنف الأوَّل: «الفُقَراء، وهم مَن لا يَجِدون شيئًا أو يَجِدون بعضَ الكِفايَة دون نِصفِها» الفُقَراء؛ لأنَّ الله جل وعلا بدأ بِهِم فقال: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ﴾ [التوبة: 60] والفُقَراء: جمع فَقِير، وهو: مَن لا يَجِد شيئًا من المَئُونة، أو يَجِد بَعضَ كِفايَتِه، فيُعطَى ما يَكفِيه لسَنَتِه من الزَّكاة.
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد