بابُ صلاةِ الاسْتِسَقاء
إذا
أجدبتِ الأرضُ وقَحَط المطر
*****
«بابُ
صلاةِ الاسْتِسْقاء» و «الاسْتِسْقَاء»: طَلَبُ السُّقْيا ونُزولِ
المَطر([1]).
وسَببُ صلاةِ
الاستسقاء، «إذا أجْدَبَتِ الأرضُ»، يعني: لم يظهَرْ فيها نباتٌ ورَعْيٌ وكَلَأ،
«وَقَحَط المَطر»؛ يعني: انْحبَسَ المطر، فإنَّه حينئذٍ يُشرَعُ
الاسْتِسْقاء، وهو طلبُ السُّقْيا من اللهِ سبحانه وتعالى.
والاسْتِسقاءُ
سُنَّةٌ قَديمة، عمِل بها الأنبياءُ عليهم الصَّلاةُ والسَّلام؛ اسْتَسْقى موسى
لقومِه: ﴿وَإِذِ
ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ﴾ [البقرة: 60].
وكذلك سُلَيمانُ
عليه السلام، خرجَ يَسْتَسقِي بقومِه، وفعَلَها نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم،
فهي سُنَّةٌ نبويَّةٌ قديمة، وفيها تَضَرُّعٌ إلى الله، وانكسارٌ بين يديه، وتوبةٌ
إلى اللهِ سبحانه.
فإنَّه لا يَنحبِسُ المطرُ إلاَّ بسببِ ذنوبِ العِباد، وفى الحديث: «وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ» ([2])، فسَببُ انحباسِ المطرِ من قِبَل العِباد ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا ١٦ لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا﴾ [الجن: 16- 17].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد