بَابُ صَلاَةِ العِيدَيْنِ
*****
«بَابُ صَلاَةِ العِيدَيْنِ». إِتبَاع
بَاب صَلاةِ الجُمعَة بِباب صَلاةِ العِيدَين ظَاهرُ المُناسَبة؛ لأنَّ صَلاة
العِيدَين تُشبِه صَلاة الجُمعَة في أنَّها يَجتَمعُ لَها النَّاس، وِفي أنَّ لَها
خُطبَتين، وفي أنَّها رَكعَتان، وإنْ كَانت تَختَلف عَن الجُمعَة في أحْكَام.
ولكِن؛ هَل هِي
وَاجِبة عَلى الكِفَاية؟ أو واجِبَة عَلى الأعْيَان؟ أو هِي سُنَّة؟
ثلاثَة أقْوال
لأَهلِ العْلمِ:
القَولُ الأوَّل: أنَّ صَلاة
العِيدينِ وَاجبَة عَلى الكِفايَة، إذا قَام بِها مَن يَكفِي سَقطَ الإِثمُ عَن
البَاقينَ في البَلدِ، وأمَّا إِذا لَم تُصلَّ فِي البَلدِ فَإنَّه يَأثَم
الجَميعُ، وإذا تَواطَئوا عَلى تَركِها قَصدًا، فَإنَّهم يُقاتَلون؛ لأنَّها مِن
شَعائِر الإسلامِ الظَّاهرَة، كما لو تَواطَئوا عَلى تَرك الأذَانِ أو تَركِ
الإقَامَة في الصَّلاة، فَإنَّهم يُقاتَلون عَلى ذلكَ، فَهي فَرضُ كِفايَة.
القَولُ الثَّاني: أنَّها فَرضُ
عَينٍ عَلى كلِّ مُسلِم، وهَذا مَذهَب أبِي حَنيفَة، واخْتيَار شَيخِ الإسْلام
ابْن تَيمِيَة ([1]).
القَولُ الثَّالِثُ: أنَّها سُنَّة، وَهُو قَولُ الجُمهُور؛ لأنَّ الرَّجُل الذِي سَأل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عنِ الصَّلوات الخَمسِ وَبيَّنها لَه صلى الله عليه وسلم، فَقال: هَل عَليَّ غَيرها؟ قال: «لاَ، إلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ» ([2])، دلَّ عَلى أَنَّه لَيس هُناك صَلاة وَاجبَة
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد