وتُسَنُّ
فيه: الطَّهارة، والسِّتارَة، والمُوالاةُ.
*****
قال رحمه الله: «تُسَنُّ فيه الطَّهارَة،
والسِّتارَة، والمُوالاَةُ»، أي: فِي السَّعيِ.
وهَذِه سُنَن
السَّعيِ:
السُّنَّة الأُولَى: «الطهارة»
أن يَكُون الساعِي طاهِرَ الثَّوبِ، متطهِّرًا من الحَدَثين الأَصغَر والأَكبَر؛
لأنَّ السَّعيَ عِبادَة، والعِبادَة إذا أُدِّيت مع الطَّهارة كان ذَلِكَ أَجمَل
وأَكمَل، وليست الطَّهارَة وَاجِبَة فِي السَّعيِ، فلو سَعَى وهو عَلَى غَيرِ
طهارة صحَّ سَعيُه، لَكِنَّه يَكُون ناقصًا من جِهَة الثَّوابِ.
السُّنَّة
الثّانِيَة: «السِّتارة» يعني: سَتْر العَورَة، فسَتْر العَورَة فِي السَّعي
مستحبٌّ، فلو سَعَى، وقد انكَشَف شيءٌ من عَورَتِه فالسَّعي فِي حدِّ ذاتِه
صَحيحٌ، لكِنَّه يَأثَم عَلَى كَشفِ شيء من العَورَة إذا كان يَستَطِيع سَتْرَه،
كما لو كان فِي غَيرِ السَّعي.
السُّنَّة
الثَّالِثَة: «المُوالاَة» وهي أن يَكُون كلُّ شوطٍ يَلِي الذي قَبلَه فلا
يَكُون بين الأَشواطِ فاصِلٌ زَمنيٌّ طويل، أمَّا إذا كان الفاصِلُ الزمنيُّ
يسيرًا فهو لا يضُرُّ.
وإذا أُقِيمَت
الصَّلاة وهو يَسعَى صلَّى مع الجَمَاعة ثُمَّ أَكمَل سَعْيَه.
وأمَّا إذا كان الفاصِلُ طويلاً فإنه يُكْرَه؛ لأنَّ السَّعي يتطلَّب منه المُوالاةَ بين الأَشواطِ بأن يَكُون كلُّ واحِدٍ بعد الَّذي قَبلَه مُباشَرَة.
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد