بابُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ
يُسَنُّ
صِيامُ أيَّامِ البِيضِ والاثْنَيْنِ والخَمِيسِ وَستٍّ مِن شَوَّال، وشَهرِ
المُحرَّمِ - وآكَدُهُ العاشِرُ ثُمَّ التَّاسِعُ - وتِسْعِ ذِي الحِجَّةِ، ويوْمِ
عرَفَةَ لغيرِ حَاجٍّ بها، أفضَلُهُ صَومُ يَوْمٍ وفِطْرُ يَوْمٍ.
*****
«بابُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ» لما فرَغَ
المُؤلِّفُ رحمه الله مِن صِيامِ الفَرِيضَةِ وما يُشْرَعُ فِيهِ مِنَ الأحكامِ
انتقَلَ إِلَى صِيامِ التَّطوُّعِ؛ وذلِكَ لأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى جعلَ بعْدَ
كُلِّ فريضَةٍ مِن فرائضِ الإسلامِ تَطَوُّعًا مِن جِنْسِها، وذلِكَ زِيادَةٌ فِي
الخَيْرِ؛ ولأجلِ أنْ يَجبُرَ ما يحْصُلُ في الفريضَةِ مِنَ النَّقْصِ، فجعلَ بعدَ
صلاةِ الفَرِيضةِ صلاةَ النَّافِلَةِ والرَّواتِبَ وصلاةَ اللَّيْلِ، وجعلَ بعْدَ
صِيامِ رَمضانَ صِيامَ النَّفْلِ؛ فجعلَ بعدَ كُلِّ فريضةٍ مِن فرائِضِ الإسلامِ
نافِلَةً مِن جنْسِهَا، مِن ذلِكَ الصِّيامِ فإِنَّ اللهَ شرعَ لِعبادِهِ صِيامَ
التَّطَوُّعِ؛ زيادةً لَهُم في الخيرِ.
صِيامُ التَّطوُّعِ
أنواعٌ كَما ذكَرَ المُؤلِّفُ، وكُلُّها جاءَتْ بِها الأدِلَّةُ.
النَّوع الأوَّلُ: «يُسَنُّ صِيامُ
أَيَّامِ البِيضِ» صِيامُ الأيَّامِ البِيضِ، وهُوَ صِيامُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ
مِن كُلِّ شَهرٍ، وسُمِّيَتْ أيَّامَ البِيضِ؛ لأَِنَّهُ يُستحَبُّ أن تكونَ في
وَسطِ أيَّامِ الشَّهْرِ، بأنْ تكُونَ فِي اليومِ الثَّالِثَ عَشَرَ، والرابعَ
عشَرَ، والخامِسَ عَشَرَ، سُمِّيَتْ بالبيضِ لابِيضاضِ ليالِيها بالقَمَرِ، لأنَّ
القمَرَ يشْمَلُ ليلَها، فَسُمِّيَتْ بالأيَّامِ البِيضِ.
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد