×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

بابُ صلاةِ أهْلِ الأعْذارِ

تَلْزَمُ المَريضَ الصَّلاةُ قَائِمًا، فإنْ لم يَسْتَطعْ فقَاعِدًا، فإن عَجَزَ فعَلَى جَنْبِه، فإنْ صلَّى مُسْتَلْقيًا ورجْلاهُ إلى القِبْلَةِ صحَّ.

*****

  «بابُ صلاةِ أهْلِ الأعْذارِ» الصَّلاةُ هيَ الرُّكْنُ الثَّاني منْ أركانِ الإسْلامِ، وهيَ عَمُودُ الإسلامِ، وأوَّلُ ما يُحَاسَبُ عنه العَبْدُ منْ أعمالِه يومَ القِيامَةِ.

وما دامَ عَقْلُ المُسلمِ باقِيًا فإنَّها لا تَسْقُطُ عنهُ، لكن يُصِلِّيها على حَسَبِ حالِه؛ لقَوْلِه تَعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16] فالمَعْذورُ يُصَلِّيها حَسَبَ اسْتِطَاعَتِه.

وأهْلُ الأعذارِ ثَلاثَةٌ: المَريضُ، والمُسافِرُ، والخائِفُ.

الأوَّلُ: المَريضُ فـ «تَلْزَمُ المَريضَ الصَّلاةُ قائِمًا» إذا كانَ يستطيعُ القِيامَ، لقوْلِه تعَالى: ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ [البقرة: 238].

فالقيامُ في الفَريضَةِ رُكْنٌ من أركانِ الصَّلاةِ، لا تَصِحُّ إلاَّ بِهِ معَ القُدْرَةِ.

«فإنْ لم يَسْتَطعْ فقَاعِدًا» إذا لم يَسْتطعِ المَريضُ القيامَ فإنَّه يُصَلِّي قاعِداً، لأنَّه عَاجِزٌ عنِ القِيامِ.

«فإنْ عجَزَ فعَلَى جَنبِه» فإنْ عجَزَ عنِ الصَّلاةِ جالِسًا فإنَّه يُصَلِّي على جَنْبِه، والأفْضَلُ الأيْمَنُ، يَسْتَقْبِلُ القِبْلَةَ، ويُومِئُ بالرُّكوعِ والسُّجودِ بِرَأْسِه، ويَجْعَلُ سُجُودَه أخْفَضَ مِن رُكُوعِه.


الشرح