×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الثاني

ويُومِئُ رَاكِعاً وسَاجِداً، ويَخْفِضُه عَنِ الرُّكوعِ، فإنْ عَجَزَ أَوْمَأَ بعَيْنَيْهِ، فإنْ قَدَرَ أو عَجَزَ في أَثْنائِها انْتَقَلَ إلى الآخَرِ.

*****

«فإنْ صلَّى مُسْتَلقِيًا ورِجْلاهُ إلى الِقبْلَةِ صحَّ» لأنَّه جاءَ في بَعْضِ الرِّواياتِ: «أَوْ مُسْتَلْقِيًا وَرِجْلاَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ».

هذهِ الأحْوالُ جاءَتْ في الحَديثِ الَّذي قالَ فيهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يُصَلِّي الْمَرِيضُ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» ([1])

وفي رِوايَةٍ: «أَوْ مُسْتَلْقِيًا وَرِجْلاَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ»  ([2]).

«ويُومِئُ رَاكِعاً وسَاجِداً، ويَخْفِضُه عنِ الرُّكوعِ» يُومِئُ برأْسِه راكِعاً، ويقولُ: «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ»، ويُومِئُ برأسِه للسُّجودِ ويقولُ: «سُبْحانَ رَبِّيَ الأعْلَى»، ويَجْعَلُ السُّجودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكوعِ، لقَوْلِه تَعَالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16].

«فإن عَجَزَ أَوْمَأَ بِعَيْنَيْهِ» فإنْ عَجَزَ عنِ الإيماءِ بِرَأْسِه أومَأَ بِطَرْفِه.

والصَّحيحُ؛ أنَّه لا يُومئُ بِطَرْفِه؛ لأنَّه ما جاءَ بهذا دَليلٌ، إنَّما الحديث ُوقَفَ عندَ قوْلِه: «ويُومِئُ بِرَأْسِهِ رَاكِعًا وَسَاجِدًا»  ([3]).

«فإنْ قَدَرَ أو عَجَزَ في أثْنَائِها انتَقَلَ إلى الآخَرِ» إذا كانَ في بِدايَةِ الصَّلاةِ صحيحًا، ثمَّ طرأَ عليهِ العَجْزُ في أثْناءِ الصَّلاةِ، فإنَّه يَجْلِسُ ويُكْمِلُ وهو جالِسٌ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1117).

([2])أخرجه: الدارقطني رقم (1706)، والبيهقي رقم (589).

([3])هو جزء من حديث عليّ المتقدم قبل هذا.