«ويُسَنُّ الإسْراعُ
بهَا، وكَوْنُ المُشاةِ أمامَها والرُّكبانِ خَلْفَها» ويكونُ المَشْيُ في
الجنازَةِ مُتَوسِّطًا، لا يكونُ مُتَباطِئًا، ولا يكونُ سريعًا جدًّا، وإنَّما
يكونُ ُمَتوسِّطًا بيْنَ العدوِّ وبينَ التَّباطُئ، ويُسَنُّ الإسراعُ بها دُونَ
الخَبَبِ، و «الخَبَبُ» هو العَدوُّ الشَّديدُ؛ لأنَّ هذا يُؤَثِّرُ على
الجنازَةِ إذا كانَ السَّيرُ بها سريعًا جدًّا، فيكونُ المَشْيُ بها لا
مُتَباطِئًا كما يَفْعَلُه المُبْتَدِعَةُ، ولا سريعًا جدًّا؛ لأنَّ هذا يَضُرُّ الجنازَةَ،
وقالَ صلى الله عليه وسلم: «أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ؛ فَإِنْ تَكُنْ
صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ
فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ» ([1])، فلا يَتباطَأُ
بالمَشْيِ ولا يَشْتَدُّ بالسُّرْعَةِ، وإنَّما يكونُ مُتَوسِّطًا.
ولا تُتَّبَعْ
بِصَخَبٍ ورَفْعِ أصْواتٍ كمَا يَفْعَلُه المُبْتَدِعَةُ، فرَفْعُ الصَّوْتِ
بالتَّهْليلِ أو بالذِّكْرِ أو بالدُّعاءِ للمَيِّتِ أو يقولُ: ((وَحِّدُوه»، أو
ما أشْبَهَ ذلكَ ممَّا يَفْعَلُه المُبْتدعَةُ لا يجوزُ، فلا يكونُ معَ المَيِّتِ
صَخَبٌ ولا رَفْعُ أصواتٍ، وإنَّما يكونُ معه سكينَةٌ ووَقَارٌ، ويكونُ
الرُّكْبانُ خَلْفَها والمُشاةُ أمامَها، هكذا كانَ الصَّحابَةُ يَفْعَلُونَ.
ولا تُتَّبَعِ
الجَنازَةُ بنارٍ، إلاَّ إذا احتاجُوا إلى سِراجٍ؛ فلا بَأْسَ، ولكن لا تُتَّبَعُ
بنارٍ؛ لأنَّ هذا فيهِ كَراهِيَةً.
ثمَّ المُشَيِّعونَ
للمَيِّتِ على ثَلاثَةِ أقْسامٍ:
منهم: مَن يُصَلِّي فقطَ
ويَنصَرِفُ.
ومنهُم: مَن يُصَلِّي ويَتَّبِعُ المَيِّتَ حتَّى يُوضَعَ عندَ قَبْرِه ثمَّ ينصَرِفُ.
الصفحة 1 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد