ومنهُم: مَن يُصَلِّي
ويَتَّبِعُ الميتَ حتَّى يُوضَعَ، ثمَّ يَجْلِسُ حتَّى يَفْرُغَ من دَفْنِه، ثمَّ
يقِفُ على قبرهِ بعْدَ الدفْنِ، ويستغْفِرُ لهُ.
وهذا أكْمَلُ
الأصنافِ؛ أنْ يُصَلِّيَ عليهِ، وأنْ يَمْشِي معَ جنازَتِه، وأنْ يَحْضُرَ دفْنَه،
ثمَّ يقومُ على قبْرِه، ويَدْعُو له بعْدَ الدفْنِ، يستغْفِرُ له، ويسأَلُ له التَّثْبيتَ،
وهذا أكْمَلُ الأعمالِ وأعْظَمُ الأجْرِ لمَن فَعَلَ ذلك.
وأمَّا مَنِ
اقْتَصَرَ على بعضِ هذهِ الأُمورِ، فله مِنَ الأجْرِ بقَدْرِ ما فَعَلَ، ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا
يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [هود: 115].
«ويُكْرَهُ جُلوسُ
تابِعِها حتَّى تُوضَعَ» يعني: على الأرضِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
نَهَى مَن تَبِعَ الجَنازَةَ أنْ يَجْلِسَ حتَّى تُوضَعَ ([1])، أي: تُوضعَ على
الأرْضِ قبْلَ الدَّفْنِ، فما دامتِ الجنازَةُ مَحمولَةً فإنَّه لا يَجْلسُ
تابِعُهَا حتَّى تُوضَعَ على الأرضِ.
«ويُسَجَّى قَبْرُ امرأَةٍ
فقطْ» «يُسَجَّى» يعْنى: يُغَطَّى «قبر امرأةٍ فقطْ» عندَ
إنزالِها إلى القَبْرِ ووَضْعِها في الَّلحْدِ، يُجْعَلُ غطاءٌ على القَبْرِ؛
لأنَّ المَرأَةَ عَورَةٌ.
أمَّا جنازَةُ
الرَّجلِ؛ فإنَّها لا يُعْمَلُ بها ذلكَ؛ لأنَّ عليًّا رضي الله عنه رأَى قَوْمًا قد
غَطَّوْا قبْرَ رَجُلٍ، فجَذَبَ الغِطاءَ، وقالَ: إنَّما هذا للنِّساءِ.
«والَّلحْدُ أفْضَلُ منَ الشَّقِّ» «الَّلحْدُ»: هوَ الحَفْرُ، أنْ يُحْفَرَ في جانِبِ القَبْرِ ممَّا يَلِي القِبلَةَ، تُحْفَرُ حُفَيرَةٌ على طُولِ القَبْرِ تَتَّسِعُ لجِسْمِ المَيِّتِ، سُمِّىَ «لحْدًا» منَ المَيْلِ؛ لأنَّ «الإلْحادَ» في اللغةِ المَيْلُ،
([1])أخرجه: البخاري رقم (1248)، ومسلم رقم (959).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد