ثمَّ
إنْ كان مُتمَتِّعًا - لا هَدْيَ مَعَه - قَصَّر من شَعَرِه وتحلَّلَ. وإلاَّ حلَّ
إذا حَجَّ.
*****
«ثمَّ إنْ كان مُتمَتِّعًا - لا هَدْيَ
مَعَه - قَصَّر من شَعَرِه وتحلَّلَ. وإلاَّ حلَّ إذا حَجَّ» إنْ كان الذي
فَرَغ من السَّعيِ مُتَمتِّعًا بالعُمرَة إلى الحَجِّ، وليس معه هديٌ ساقه من
الحِلِّ، فإنَّه يَقصُر من رَأسِه ثم يتحلَّل من عُمرَتِه؛ لأنَّ مَناسِك العُمرَة
قد تكامَلَت، وهي: الطَّواف، والسَّعيُ، والتَّقصِير.
وحتَّى لو كان
مُفرِدًا للحَجِّ، أو قارِنًا بين الحَجِّ والعُمرَة، وليس معه هديٌ؛ فإنَّه
يُستَحَبُّ له أن يَفسَخ الحَجَّ إلى العُمرَة، وأن يتحلَّل بالعُمرَة، وأن
يَنقَلِب إلى مُتمَتِّعٍ؛ لأنَّ التَّمتُّعَ هو أَفضلُ الأنساك.
ولأنَّ النَّبيَّ
صلى الله عليه وسلم أَمَر مَن لم يَسُقِ الهَدْيَ من أَصحابِه أن يتحلَّل من
عُمرَتِه وأن يتحوَّل إلى مُتَمتِّع، وقال: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي
مَا اسْتَدْبَرْتُ لَأَحْلَلْتُ مَعَكُمْ، وَلَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً» ([1]).
فدلَّ ذَلِكَ عَلَى
أنَّ الأَفضلَ فِي حقِّ القارِنِ والمُفرِد إذا لم يَكُن ساق الهَدْي أن يتحلَّل بعُمرَة
وأن يتحوَّل من قِرانٍ أو إِفرادٍ إلى تمتُّعٍ؛ لأنَّ هَذَا هو أَفضلُ الأنساكِ.
وأمَّا إذا كان معه هديٌ سَاقَه من الحِلِّ، فإنَّه إذا طاف وسَعَى لا يتحلَّل، بل يَبقَى عَلَى إِحرامِه إلى أن يحُجَّ يوم العِيدِ، بأن يَرمِيَ الجَمرَة، ثم يَذبَحَ هَدْيَه، ثم بَعدَ ذَلِكَ يَحلِق رَأسَه ثم يتحلَّل، لقَولِه تَعالَى: ﴿وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ﴾ [البقرة: 196].
([1])أخرجه: البخاري رقم (1568)، ومسلم رقم (1211).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد