فيُعادُ خَلْقُ هذا
الإنسانِ منَ الرَّميمِ ومِنَ التُّرابِ، واللهُ سبحانه وتعالى قادِرٌ على كلِّ
شَيءٍ.
فهذا القَبْرُ
نِعْمةٌ امْتَنَّ اللهُ بها على هذا الآدَمِيِّ، ولمْ يَجْعلْهُ ممَّن يُلْقَى
للكِلابِ والسِّباعِ. ولمَّا كانَ دَفْنُ المَيِّتِ يَحْتاجُ إلى نَقْلٍ مِن
مَكانِ مَوْتِه إلى مَكانِ دَفْنِه، ذَكَرَ هُنا كَيْفَيَّةَ النَّقلِ من مَكانِ
مَوْتهِ إلى مكانِ دفْنِه، وذلكَ بأنْ يُوضَعَ على سَريرٍ، ثمَّ يُحْمَلُ على
الرِّقابِ.
«يُسَنُّ
التَّرْبيعُ في حَمْلِه، ويُباحُ بيْنَ العَمْودَيْنِ» بأنْ يَحْمِلَه
أرْبعةُ رجالٍ، كلُّ واحدٍ يَحْمِلُ ناحيَةً من ناحِيَةِ النَّعْشِ، أو عَمُودًا
منْ أعْمدَةِ النَّعْشِ، ويجوزُ أن يَحْمِلَه اثْنانِ، ويَكونَ الواحِدُ بيْنَ
العَمُودَيْنِ، كلُّ عَمُودٍ على كَتِفٍ، ويُسْتحبُّ لمَن يُشَيِّعُ الجنازَةَ أن
يُشاركَ في حَمْلِها، وأن يَتَنَقَّلَ منْ عَمُودٍ إلى عَمُودٍ، فيَحْمِلُ منَ
النَّاحيَةِ اليُمْنى، ثمَّ يَحْملُ منَ النَّاحيَةِ اليُسْرَى منَ الأمامِ، ثمَّ
ينتَقِلُ إلى النَّاحيَةِ اليُمْنَى منَ الخَلْفِ، ثم النَّاحيَةِ اليُسْرى، إذا
تيَسَّرَ هذا.
أمَّا إذا كانَ
زِحامٌ فإنَّه يُتْرَكُ حَمْلُه لمَنْ تَوَلاَّهُ، أمَّا إذا لمْ يكنْ زِحامٌ
فإنَّه يُشارِكُ في حَمْلِه، وأيْضًا يكونُ في هذا تَعاونٌ على حَمْلِ الميِّتِ،
خُصُوصًا إذا كانَتِ المَسافَةُ بعيدَةً، فإنَّ تَرْكَه يَشُقُّ على الحامِلِينَ
لطُولِ المَسافَةِ، فيَعْقُبُه النَّاسُ، يَتَعاوَنُونَ معَهُم.
وإذا احتِيجَ إلى حَمْلِه على دابَّةٍ أو سيارَةٍ فلا بأْسَ بذلكَ، إذا كانَتِ المَسافَةُ بعيدَةً جدًا، لكنْ إذا أمْكَنَ حَمْلُه على الأعناقِ فهذا أفْضَلُ، ليَحْصُلَ الأجْرُ للمُشَيِّعينَ والحامِلينَ، ويَحْصُلَ التَّشْييعُ الَّذي فيهِ الأجْرُ للنَّاسِ.
الصفحة 2 / 452
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد